4 نوفمبر، 2024 9:38 م
Search
Close this search box.

عندما يغني الرئيس!!

عندما يغني الرئيس!!

لا يوجد في تأريخ دول الأمة أن وقف رئيس دولة وردد أغنية مع الجماهير المحتفية بمناسبة ما , تعبيرا عن الحب المتبادل والثقة المطلقة بشعبه.
القائد الوحيد الذي فعل ذلك هو الرئيس طيب أوردوغان ولأكثر من مرة , وهو يعبر بتأديته للأغنية على التلاحم الجماهيري , وعن نشوة الإنجاز الوطني والفوز الشعبي , الذي جسد السلوك الديمقراطي بأرقى صوره ونتائجه.
في مجتمعات دولنا عندما تحصل إنتخابات يكون الحديث عن نسبة تقترب من مئة بالمئة , ولا توجد عندنا إنتخابات نتائجها 52% و47% , فهذه من المستحيلات في دولنا العربية , ولا يستطيع أي قائد عربي أن يتفاعل مع الشعب مثلما تفاعل الرئيس أوردوغان.
إنه يغني تتويجا للإنجاز الديمقراطي الرائع , الذي إختار تركيا القوية الموحدة , المتوثبة نحو مستقبل متوهج بالقدرات الإبداعية الأصيلة.
وما يحصل في تركيا يؤكد بوضوح أن الشعوب والأمم يصنعها قادتها , وعندما تلد قائدها المعبر عن تطلعاتها , فأنها تتقدم بسرعة وتصنع معجزتها الحضارية.
ويؤكد أيضا أن علة دولنا في قادتها الذين لا يمتلكون مهارات القيادة الوطنية المخلصة الواعية , القادرة على إستثمار طاقات الشعب , وتوفير البيئات اللازمة لرعاية المواهب والأفكار المتوهجة في عقولهم , فمعظم قادة دول الأمة من المغفلين التابعين للآخرين , وتلك جوهر مصائبها وعللها المتراكمة.
الرئيس يغني بثقة وفخر وإبتهاج , ومَن يغني لا بد أن يكون شاعرا أو محبا للشعر , فهو يمتلك صوتا مدربا على المقامات وأصول التجويد , ويردد العديد من الكلمات العربية , ولديه كارزما قيادية يندر وجودها في أنظمة حكم دول أمة العرب.
فهل سنتعلم من تركيا دروسا في الديمقراطية والبناء الوطني المبدع القدير , ونتخذها قدوة لمسيرة حضارية تفاعلية ذات عناصر إيجابية , خالية من شوائب السوء والبغضاء , والإنغماس في الغوابر والماضيات الداهيات؟
وهل ستلد الأمة قائدا يمتلك الثقة ليغني مع الشعب؟!!
إن الأمة ولودة ولابد لها أن تنجب قائدا يمثلها!!
د-صادق السامرائي

 

أحدث المقالات