22 ديسمبر، 2024 11:08 م

عندما تكون الصناعة وطنية وبأيادي عراقية

عندما تكون الصناعة وطنية وبأيادي عراقية

كثيراً من يتهم الأحزاب السياسية العراقية وبالأخص الشيعية منها، على إنها أتت من الخارج، وانها نزلت في العراق جاهزة ومجهزة، ولا يمكن لعراقيي الداخل ان يكون لهم صوتاً مسموعاً ورأياً يأخذ به، وإن غالبية القرارات تفرض عليهم بالإكراه، بسبب مواقع تواجدها خارجياً لما قبل الإحتلال، ويعتقد البعض ان الدول الداعمة لهم تفرض آرائها عليهم، كما حاولت بعض الجهات الإعلامية الداخلية والخارجة ترسيخ ذلك الأمر في اذهان الشارع العراقي، الذي يصدق بما يطرحه الإعلام اكثر من الحقائق ذاتها، فهو متأثر بالخارج اكثر من الداخل.

ولعل هذا الامر فيه شيء من الواقعية، فبعضهم يحابي الدولة الداعمة له، اعتقاداً منه بفضلها عليه، اي من باب رد الجميل، إلا إن أغلب الاحزاب السياسية تشكلت في الداخل، ثم هاجرت وهجرت الى الخارج، بسبب السياسات القمعية للحكومة السابقة، التي اغلقت جميع أبواب العمل السياسي في الداخل، لذلك أُرغمت الاحزاب والحركات السياسية المعارضة على الخروج من العراق الى دول الجوار وغيرها.

جاء اليوم الذي تُرفع فيه الشبهات، ويقطع فيه دابر التشكيك، وتفتح فيه الأبواب على مصراعيها، على مساحة واسعة للعمل السياسي، ليفتتح المضمار ببداية تأسيس تيار سياسي وطني، ينبثق من داخل العراق، بعيداً عن سلطة الخارج وهيمنتها, أو سلطة الإحتلال وغيرها, وفي ظروف مناسبة جداً، وبحضور عراقي ودولي واسع، قل نظيره على المستوى السياسي، وعلى مدى أربعة عشر عام، بكفاءات عراقية شبابية متميزة، حسب ما يؤمن به أصحاب مشروع الدولة المدنية الشبابية، لتمكين القيادات الكفؤة الشابة, التي تتطلع نحو التقدم والبناء لعراق جديد.

عندما تكون الصناعة وطنية وبأيادي عراقية، حتماً سيكون لصباح يوم السبت المصادف 2/12/2017 لون متميز بلون السماء, وشكل مبهر بهيئة العراق، حيث سيتنافس على عضوية الهيئة العامة لـ (تيار الحكمة الوطني) لما يزيد على (1200) مرشح, بنسبة (70‎%‎ ) من هم دون سن (35) عام، من بينهم ما يقرب على (300) إمرأة, حيث ستكون نسبتهنَّ المقررة (25%) في التمثيل العضوي للهيئة العامة للتيار، من مجموع الأعضاء المقرر انتخابهم والبالغ عددهم (500) عضو مؤسس، والأكثر من هذا سيكون تمثيل حقيقي لغالبية مكونات وأطياف الشعب العراقي, وسيجري التنافس العلني والشفاف امام مرأى ومسمع كافة ابناء الشعب العراقي، بحضور (ممثل الامين العام للأمم المتحدة)، وعدد كبير من سفراء الدول، وتحت إشراف (المفوضية العامة للانتخابات).

فعلاً سيكون حدث تاريخي هام، على كافة المستويات والأصعدة داخلياً وخارجياً، بمخاض يسير لا عسير، بولادة تيار وطني كفيل بتغير الواقع السياسي والبنيوي للدولة العراقية، تزامناً مع ولادة منقذ البشرية نبينا (محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، يكون للشباب العراقي تمثيلاً حقيقياً فيه، لا تمثيلاً شكلياً على الورق، أو لمجرد انه منصوص علية من ضمن فقرات النظام الداخلي للحزب، كما هو سائد عند الغالبية الحزبية، سيؤسس لتيار عراقي عابر للطائفية والقومية والأثنية، يجمع في طياته كافة الوان طيف الشعب العراقي، لتصبح أقوال السيد (عمار الحكيم) افعال، تُجَسد على ارض الواقع السياسي العراقي.

إنها للمرة الأولى يجري فيها مثل ذلك الامر، ويكون الأعضاء المؤسسين والمكتب السياسي، غالبيتهم العظمى من الشباب الناهض, الشباب الواعي والمثقف, بكفاءات متميزة ومتنوعة, وبشهادات دراسية عالية, وبخبرات مشهوداً لها في مجالاتها العملية، ومن كلا الجنسين لتشكل تياراً سياسياً عراقياً بإمتياز، يحلم به الجميع على مدى الاعوام المنصرمة، يكون فيها للشاب العراقي صوتاً مسموع, ورأياً يأخذ به, وقراراً ماضياً في مساحات واسعة، بعيداً عن الدكتاتورية والتسلط الإنفرادي في القرار السياسي، نعم سيكون يوم السبت شاهداً على انبثاق (تيار الحكمة الوطني) بصناعة محلية وقرار وطني وبكفاءات عراقية بحتة، تحت خيمة العراق الجديد.