18 ديسمبر، 2024 8:16 م

عمامة غيرت مجرى التاريخ

عمامة غيرت مجرى التاريخ

ذهبت سير التاريخ تتقدمها حكومات وتتأخر فيها اخرى وبين حكومة وأخرى تتبدل المواقع والمناصب وحتى الرموز تتغير بحسب الظروف وطبيعتها وكذلك يتقدم المتأخرون والعكس ولأن اغلب الحكومات والتي تحكم الدول تعتمد في جل عملها على ركائز اجتماعية ودينية عمادها البشر فسير التاريخ وصفحاته إنما هى فى جوهرها توثيق لحركات البشر .

وعلى امتداد صفحات التاريخ الحديث برزت بلدان وتلاحمت شعوبها نحو هدف نبيل واحد وكذلك تألق نجمها ومكانتها بين الدول حيث كان لقادتها فضل فى هذا التألق بقدر تميزهم الفردى الواضح كقادة شجعان وذوو علم ودراية ورؤيا ثاقبة وقدرتهم على تحريك الشارع وتوطين النفوس نحو الهدف الاسمى والاجل حيث اثروا تاثيرا غير مسبوق فى شعوبهم واممهم وعلى امتداد أيام حزيران الذي نعيشه نفتح صفحة وضاءة من صفحات النبل والايمان والبصيرة والشجاعة ولنتحدث اذا اسعفتنا المعان الصحيحة عن رمز من رموز التاريخ الحديث ممن لعبوا أدوارا عظيمة الأهمية والتأثير في شعوبهم والمنطقة والعالم اجمع وقادوا تحولات تاريخية وفعلية وواقعية عميقة الفعل والأثر فى مجتمعاتهم وربما فى العالم وذاكرته ووعيه باعمال القادة وما يتمتعون به من قيم وشجاعة .

نعم فذلك الرمز الخالد ما خلدت الايام والليالي هو الامام الخميني ( قدس سره ) صاحب العمامة السوداء التي غيرت مجرى التاريخ بكل ما للكلمة من معنى لم يكن الخميني رمز وقائد ومرشد للجمهورية الاسلامية في ايران فقط وانما شع نور فكره الايماني والثوري على كل الدول المحيطة وكان قدوة لكل الجماعات المستضعفة وناصرا وحاميا لهم وداعما بكل ما لديه من اجل الهدف الاسمى وهو الحرية والرفعة والقيم النبيلة واشاعة روح المحبة والطمأنينة بين افرادها .

كان الخميني مصباح مضيئ فوق رأس شعبة الايراني المسلم ولم تقتصر افعاله وتوجيهاته ومواقفه على ابناء شعبه فقط بل فتحه ابوابه لكل انسان صاحب قضية حقه ويسعى لنيل حريته وسط بلدان يحكمها القمع والديكتاتورية وحكم الفرد الواحد والقتل والبطش والتشريد والحرب على الهوية وانتشار الطائفية حتى أننا ادركنا بكل يقين ان دور الخميني دور عظيم في معترك سياسي دولي خطير يصعب على اي انسان ان يتصادم او يتحرك فيه على نحو تحقيق اهدافه القيمة والانسانية .

ونحن اذا نستجلب قبسا من نوره العظيم تقديرا لأدواره في نصرة المحرومين والمظلومين الادوار التي صنعت أمما وقواعد ووضبت طاقات ايمانية سمحاء وشجاعة تجابه اعتى الدول الارهابية نتذكر ذلك الطود الشامخ الذي امتلك من الطاقة والطموح والإصرار على تحقيق الهدف ما قاده إلى تغيير واقع ليس بالسهل وإعادة كتابة التاريخ ونصرة الاسلام المحمدي الاصيل .

(‏الويل لي إن أريقت دماؤكم وجئت أنا لأجني ثمارها ) !!
عبارة مدوية ومعبرة اطلقها الخميني عقب انتصار ثورته على طاغية ايران محمد رضا بهلوي هذه العبارة التي تجسد للمتبع اسمى معان النبل والمحبة والذوب فيما يهدف اليه ويسعى لتحقيقه كلمات ويا لها من كلمات تصدر من مجاهد ومدافع عظيم له شأن بين ابناء شعبه فهو الذي دافع عن وطنه واعطى الغالي والنفيس من اجل رفعة الاسلام ورايته راية الحق والحرية .

لم يكن موقع الخميني بهذه القوة والقدرة والمكانة في العالم لولى ان هنالك جملة من الاسباب التي جعلته قائدا ورمزا يحتذى به عالميا ودوليا ومن تلك الاسباب هي ان ما قام به الخميني وهو يعيش في جو ومحيط صعب وظالم وظهور افكار غريبة جعلت الكثير من اصحاب الضمائر الحية يتابعون ويتناقلون مواقفه وادواره وشجاعته وعمق فكره ورؤيته رجل رغم انه طاعن في السن ولا حول له ولا قوة لا ماديا ولا عسكريا لكنه وقف فى وجه سلطة قمعية عميلة للغرب وامريكا ليس من السهل ازاحتها بعد ان حكمت ايران لالاف السنين فحرر وطنه بكل بسالة واصرار وتحدي .

أن الأحرار المدافعين عن وطنهم امثال الخميني لا يأتون او يجود بهم الزمان اعتباطا بل على العكس انهم يأتون دائما فى الوقت المناسب ويحتفظ لهم التاريخ بالكثير من العبر والمواعظ والمواقف الشامخة فطوال تحدي الخميني للسلطة الشاهنشاهية القمعية العميلة وعبر مرور سنين من التحرك والقيادة والتضحية والجهاد فى الدفاع عن وطنه وهدف تحريره من ظلم السلطة القمعية كانت سير الكتاب تسجل تلك العظمة بكل التفاصيل التى يعشقها الايرانيون والمحرومون والفقراء والمعذبون في العالم والمنطقة بأسرها .

ورغم مرور سنوات على وفاة الخميني العظيم إلا أن محبيه والمؤمنين بنهجه ومنهجه لا زالوا يسيرون في ذات الطريق الذي سلكه بثبات من البصيرة وعمق في الرؤيا وشجاعة نادره فلقد زرع الخميني في نفوس المقاومين والمضحين الابطال والشجعان في شتى بقاع العالم روح التضحية والبسالة والصبر على تحقيق الاهداف السامية والنبيلة رغم الظروف والمنعطفات وتعدد المؤامرات وانتشار الحرب الناعمة والاعلام المزيف للحقائق الاعلام الذي يدعوا الى الرذيلة واشاعة العلمانية والالحاد والانحلال وترك روح الاسلام المحمدي الاصيل سيبقى الخميني في ذاكرة المؤمنين مابقي الدهر لان المصلحين والقادة الشجعان المؤمنين باهدافهم سيبقون مشعلا حيا ما مرت الايام والدهور فالمناضل يكوت جسديا ولا يكوت فكريا وروحيا .