بين فترة واُخرى يطل علينا المدعو (علي سنبه) الملقب بـ (سليم الحسني) بمقال يهاجم فيه خصوم المالكي، ويلمع صورة المقربين منّه، الا ان تلك المقالات تكشف بعض الأوراق، التي لم ينتبه اليها كثيراً من المتابعين، نتناول بعضاً منها:
بتاريخ (١٠ يوليو/ تموز) الماضي، كتب مقال عنوان (شيعة أمريكا.. العبادي والصدر والحكيم)، تحدث فيه عن لقاءات جرت بين السيد الحكيم والسيد الصدر مع مسؤولين خليجين كبار في الكويت، بينما السيد الحكيم اعتاد في شهر رمضان من كل سنة ان يذهب الى الكويت، يلتقي فيها مع ملك الكويت وبعض المسؤولين الكويتيين، اما السيد الصدر فكانت زيارته اعتيادية كما صُرِح عنها، لكن (سليم الحسني) أراد جر الاعلام بإتجاه آخر، لكي يغطي على زيارة المالكي السرية، التي كشف عنها لاحقاً.
بتاريخ ١٥(اغسطس/ آب) الجاري كتب مقالاً عنوانه (عصبة الاربعة: الصدر والحكيم والعبادي والعامري)، فالذي يقرأ ما بين سطوره يرى فشل المالكي بتشكيل الكتلة الأكبر، بالإضافة الى وجود تدخل خارجي قوي، يسعى لتأخير تشكيل الحكومة القادمة، حاول توجيه أصابع الاتهام الى الاربعة اللذين ذكرهم فيه، من اجل تحريك الشارع ضدهم في قادم الايام، يستشف من خلاله الى بوادر انفراج الكتلة الأكبر بقيادة سائرون، مع هذا فالحسني سيهاجم اَي جهة سياسية تتفق مع كتلة سائرون، كردية كانت او سنية، فالأول يُتهم بالإسرائيلي والأمريكي والثاني يُتهم بالخليجي والتركي.
المقال الذي نشره بتاريخ (١٦ اغسطس/ آب الجاري)، بعنوان (مقتدى الصدر امام لحظة التاريخ الفاصلة)، يؤكد على ان السيد (مقتدى الصدر) أوشك على الإعلان عن الكتلة الأكبر، وان حلم سيده المالكي بدأ بالتبدد، معللاً ذلك الى التدخل الامريكي المباشر، في تشكيل الكتلة الأكبر.
عمل الحسني جاهداً لإلصاق الاربعة بالمحور الامريكي الخليجي، مع ان السيد الحكيم نأى بنفسه عن المحاور، وهذا واضح جداً للمنصفين، فلو كان الحكيم كما يتهمه الحسني بالولاء الخارجي، لكان على دفة الحكم، منذ تشكيل اول حكومة في ٢٠٠٥، ولما تعرض “المجلس الأعلى الاسلامي” الى التصدعات والانقسامات، وآخرها قراره بالانفصال وتشكيل تيار الحكمة.
السيد الصدر معروف لدى الجميع ظاهراً بانه لم يلتقي بالأمريكان منذ البداية، لكن خلافاته المعمقة مع المالكي وتهديده المستمر له، جعل الحسني يوجه اليه أصابع الاتهام بصورة مباشرة في الفترة الاخيرة.
العامري لا يَحتاج الى التبرير إطلاقاً، فهو رجل معروف مع اَي محور منذ البداية، لأنه يتحدث علناً عن ذلك، وموقف الأمريكان منه معروف، وما زال الشارع العراقي يتذكر زواجه الكاثوليكي من السيد المالكي في ٢٠١٠.
مقالات سليم الحسني مع انها تسقيطية ومليئة بالاتهامات التخوينية، والافتراءات البعيدة كل البعد عن الواقع الحقيقي، الا انه أراد من خلالها اتّهام الجميع بالخيانة العظمى، فيما اذا نجحوا الاربعة في تشكيل الكتلة الأكبر.
كلام سليم ليس تهريجاً كلامياً، وإنما هو مشروع تخويني، لضرب العملية السياسية التي سيكون المالكي خارجها، كشف من خلال كتاباته أوراق المالكي التي اوحت الى فشله في تشكيل الكتلة الأكبر، التي يروج لها الاعلام الالكتروني ليل نهار، من خلال تصريحات كاذبه بوصولهم الى الـ (٢٠٠) مقعد برلماني، وعزى أسباب الفشل الى العامل الامريكي، فعند فشل المحور الشرقي بتشكيل الكتلة الأكبر، سيتهم الكتل الاخرى بالولاء للمحور الغربي.