23 ديسمبر، 2024 2:58 ص

علي حسين حظي الربيعي الولادة والوفاة

علي حسين حظي الربيعي الولادة والوفاة

علي حسين حظي الربيعي
الولادة والوفاة
شهادات مهنية وذكريات عمل لا تنسى
الولادة والبروز:
علي حسين حظي الربيعي ولد في العام 1962 ميلادية/ مركز مدينة الحلة وفي حي الإمام علي تحديدا وهو يكبر شقيقين له لأب يعمل في السلك العسكري , تخرج من كلية القانون في جامعة بابل العام الدراسي 2004-2005م , وأكمل السنة الدراسية التحضيرية للماجستير من الجامعة الإسلامية في لبنان و بدأ بكتابة الرسالة استعدادا للمناقشة هذا العام , وقبلها هو حاصل على البكالوريوس في الزراعة, و لم يكن معروفا قبل العام 2005, عندما جرت انتخابات هيأة التحرير لجريدة الفيحاء انتخب رئيسا للتحرير من قبل مجموعة من زملائه والتي جرت في اللجنة القانونية في ديوان محافظة بابل، و صدقت رسميا من قبل شبكة الاعلام العراقي برئاسة السيد حبيب الصدر في 17/11/ 2005م، وكان قبلها يعمل مراسلا لجريدة الشراع في محافظة النجف الاشرف، وكذلك جريدة الساعة في العاصمة بغداد.

تعرض منزله للضرب بالرمانات اليدوية في 14/5/2006م، بعد نشر الجريدة خبرا يخص احدى الجهات الحزبية، وسار مع جريدة الفيحاء رئيسا للتحرير بكل مهنية وشفافية وعمل دؤوب حتى تصدرت المحافظات آنذاك، ومضى الربيعي رئيسا حتى صار لمقر الجريدة صيت ومعنى وتوجهت الأنظار اليه من قبل العاملين في شبكة الاعلام في بابل، بل وحتى من الثناء والتصفيق من المدراء في مقر الشبكة العام.

لماذا الفيحاء:

المتتبع لسيرة الراحل لا يجد عنه سوى عبارات المديح والثناء سواء على صعيد عمله كصحفي أو زميل دراسة وحياة أو حتى عندما كان يملك محلا في سوق الحلة الكبير يبيع فيه مستلزمات النساء من الملابس والإكسسوارات وغيرها.

يقول صديقه وزميل الدراسة الأستاذ علي الحارثي (أبو مصطفى رحمه الله لم يكن من النوع الذي يكون في الواجهة هادئ جدا ولطيف المعشر وحسن السلوك الا أن حسه الوطني والثقافي كان بارزا في شخصيته، علاقاته واسعة جدا والكل تحبه وتحترمه، مسالم جدا ويمتلك مرونة عالية أكبر مما يمكن تصورها).

غير أنه في جريدة الفيحاء أسس لفريق من الأسماء التي عملت كخلية نحل وصلت لمصاف الصحف المهمة ومما يشار له بارزا هنا أنهم تعلقوا به كإنسان فضلا عن كونه مديرا حتى أنه عندما ارتأت إدارة شبكة الإعلام العراقي نقله الى مجمع الإذاعة والتلفزيون التحق به مباشرة ستة من الكادر ولو فتحت الشبكة أنداك المجال لأنتقل جميع الكادر معه من شدة إيمانهم به كمدير وإنسان فقد سمعنا عنه أن كان اخا وصديقا للجميع ويقف مع الجميع حتى قال لي أحدهم ذات يوم (علي الربيعي يمتلك مستوى عال من الإنسانية).

المهنية والالتزام:

المهنية العالية التي تحلى بها الراحل جعلت منه أنموذجا يشار له على مدى سنوات العمل الكثيرة التي امتدت من سنوات قبل العام 2003 , وما بعدها عاملا في صحف وإذاعات محلية (الشراع، الساعة، إذاعة العراق الحر، الفيحاء، العراقية)، وأبرزها وأعمقها جريدة الفيحاء التي لم تنقطع يوما عن الصدور أو العزوف أو التواني وفي أحنك الظروف الأمنية أو المالية، ولم ينقطع هو يوما عن الكتابة والتواصل مع الجمهور ومع الكتابة و توجيه الخطاب , بل تعدى إلا أبعد من ذلك فقد كان يصدر ملحقا في المناسبات المهمة إضافة الى إصداره للصفحات الرسمية الأسبوعية ( الانتخابات و الأعياد الوطنية و الدينية), وهذا بحد ذاته يعد التزاما مهنيا لا يجيده الا من كان مع الصحافة توأما و صديق .

تألم كثيرا على الصعيد الشخصي عندما قررت إدارة شبكة الإعلام العراقي الاستفادة من خبرته في الإدارة في تلفزيون العراقية / بابل، حتى سرني يوما واعتبرها مؤامرة دبرت له لكي يبتعد عن الجريدة وما بناه لسنوات من نجاحات وعطاءات.

حتى أنني أجريت معه حوارا مطولا نشر جزء منه في جريدة بابليون العدد 227 في يوم الثلاثاء 13 نيسان 2021م، وكان ملتزما معي كثيرا رغم انشغالاته وأرسل لي أجوبته بخط يده مكتوبة تحمل نوعا من السرعة والجدية في التواصل وكثيرا من الاعتذار.

نقابة الصحفيين:

في العوام 2010م أو 2011م، كانت هنالك مشاكل تسود الجو النقابي في فرع بابل و اتهامات متبادلة و مشاحنات بين الهيأة الإدارية للفرع برئاسة الزميل الراحل ( ثامر الربيعي) و بين عدد من أعضاء النقابة , أدت الى اتخاذ قرار من المقر العام لنقابة الصحفيين بحل الهيأة الإدارية المنتخبة و ترشيح شخصية تتولى إدارة فرع النقابة مؤقتا لحين إجراء انتخابات جديدة( التنسيق كان بين الزميل المرحوم رشيد الحمداني مسؤول فروع النقابة مع الزميل عباس خليل) , وهنا تم ترشيح الراحل علي الربيعي لهذا المنصب و تولى حلقة الوصل بين أعضاء النقابة و المقر العام طول العشر سنوات الماضية و التي كان يشغل فيها الزميل الراحل منصب رئيس فرع بابل لنقابة الصحفيين العراقيين لحين إجراء انتخابات يوم 21/11/2020م وتم فيها فوزه رسميا بالانتخابات كرئيس فرع كمرشح وحيد و بكامل الأصوات مع هيأة إدارية و أعضاء احتياط , وكأنه كان يعلم بأنه مغادر فعمد الى تنسيق انتخابات و أختار شخصيات بعينها لشغل المقاعد ما عدا الرئاسة .

قناة العراقية:

في العام 2013م قررت شبكة الإعلام العراقي نقل خدمات الراحل علي الربيعي الى إذاعة وتلفزيون بابل، وبذلك تكون قد أنهت مسيرة مهنية امتدت من العام 2005 في جريدة الفيحاء متنقلا بين قسم التحقيقات وسكرتيرا للتحرير ورئيسا لها، وكان هذا القرار وقعه كالصاعقة عليه وعلى كادر الجريدة الذي اعتاد عليه وعلى العمل معه، وبالجانب الآخر كانت الفرحة لا توصف بالنسبة لكادر (الإذاعة والتلفزيون) الذي سمع عنه الكثير وعن إنسانيته وتفانيه بالعمل والعلاقات الاجتماعية, وهنا استلمت الشبكة طلبات نقل عديدة من زملاء أصروا على مرافقة الربيعي العمل في التلفزيون وهم ستة من الموظفين الزملاء( عادل الحسيني و سمارا الشمري و كريم القاسمي و غيرهم ) فيما رفضت طلبات البقية بعد أن أيقنت أن الجريدة ستبقى من دون كادر.

هنا بدأت المسيرة الجدية التي تحدث عنها الزميل الراحل في حوار سابق مؤكدا أنه كان متخوفا جدا أولا من ناحية أنها بيئة عمل جديدة وثانيا أن هذا المكان بالتحديد يعاني من مشاكل كثيرة ومتراكمة، وأعتقد أن السبب الرئيسي وراء قرار الشبكة هو التجربة الناجحة لإدارة الربيعي للازمات وفعلا الرهان كان في مكانه حيث أن مجمع الإذاعة والتلفزيون صار رصيده (صفر) من مجموع الشكاوى والمشاكل التي كان يعاني منها على مدى سنوات.

التقارير الإخبارية:

صباحا كان يأتي الى مقر العمل وبالتحديد مع دخول الموظفين وقت الدوام ولا أتخطر أنه كان يأتي متأخرا عن وقت الدوام الحقيقي، برنامجه اليومي يجوب الغرف مسلما وملقيا تحية الصباح وسؤال الجميع عن برنامجه اليومي وما موجود من واجبات، كوني مراسل كنت أطرح عليه ما انوي إنجازه من تقرير وأيضا باقي الزملاء ولا أتذكر أنه رفض موضوعا أو أجبرنا على عمل، ويدخل بعد ذلك الى غرفته مستقبلا ضيوفه تارة وموظفيه تارة أخرى.

عمل مراسلا بعد ذلك لتغطية بعض الموضوعات العامة والسبب أنه وجد خللا في أعداد المراسلين بعد استقالتي وانتقال بعض الزملاء للعمل في المقر العام والمكاتب الخارجية، وبقي مديرا ومراسلا لوقت دخوله المستشفى في بداية شهر تموز.

المرض المفاجئ وتداعيات الموت:

يقول الزميل بهاء العلكاوي أن الراحل الربيعي كان في بدايات أصابته ولمدة ثلاث أيام يقلل من شأن الأعراض التي بدت عليه والححت عليه كثيرا بضرورة إجراء فحوصات كورونا لكنه كان يشير الا إنها (جيوب أنفيه) ليس الإ، تفاقمت الأعراض وصار لزاما الدخول الى المستشفى ومراجعة الطبيب وهنا ثبت أنها كوفيد-19 , وهنا كانت الصدمة له ولزملائه ومحبيه وموظفيه وبدأوا متابعة الحالة التي بدأت تتدهور يوما بعد يوم الى أن كان الخبر الصاعقة بوفاته متأثرا بمضاعفات المرض التي جعلت من نسبة التليف في الرئة 70%.

الحزن خيم على المشهد الصحفي في بابل بل امتد الى عموم مفاصل المحافظة وتعدى إلا أن يكون يوم حزن عراقي نعته شبكة الإعلام ونقابة الصحفيين والمؤسسات والنقابات وأعلن محافظ بابل عن يوم حداد في عموم الدوائر الحكومية وأعلنت وقفات حداد ومواساة، وشارك في تشييعه جمع كبير واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من نشر صوره وعبارات التعازي بل وبرامج الإذاعة المباشرة والتلفزيون التي جالت في محطات حياته تاركا خلفه أربعة أولاد كبيرهم مصطفى ثم حسنين ومؤمل وسيف.

وأقيم مجلس عزاء له في مقر شبكة الإعلام العراقي في حي الطيارة بحضور أهله ومحبيه وموظفيه.

عبارات التوديع:

مئات عبارات التعزية والحزن والدموع شاهد حي على مدى تأثير هذا الرجل على المحيطين به ومن عمل معه، وكأنهم يخاطبونه وجها لوجه ومن على صفحته الشخصية.

مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين نعى الزميل الراحل (‏فقدتك يا علي الربيعي وبكيت عليك أكثر مما دمعت على من فقدت من أهلي وآخرين فقدتك وفقدك اهلك والاصدقاء والزملاء كم كنت حبيباً وصديقاً وصاحب خلق رفيع فجعتنا برحيلك وكم دعونا لك وحاولنا إنقاذك في محنتك لكن الأمر بيد الباري الكريم وليس بيدنا إلى جنات الخلد ايها العزيز النقي).

علاء الحطاب عضو هيئة أمناء شبكة الإعلام العراقي نعاه يقول 🙁 عندما اتصلت بك كنت شجاعا وواثقا بأنك ستنتصر على هذا الفايروس اللعين… لكننا نشاء والله يفعل ما يشاء … أعزى نفسي كثيرا بفقدك ايها الحبيب وأعزي كل محبيك وذويك وعائلتك.…

الزميل علي الربيعي مدير مكتب شبكة الاعلام في بابل في ذمة الله إثر مضاعفات ك و ر و نا).

 

فاضل علي مراسل شبكة الاعلام كتب يقول: (لستُ مصدوما وغير منبهرا بهذا الكم الهائل من محبة الناس

من يعرفك سيعرف معنى الطيبة والتسامح

من يعاشرك سيعلم جيدا ان الحياة جميلة رغم الويلات التي تمر بنا يوميا

عرفتك لسنوات طوال وتعلمت منك كثيرا حتى في اجازاتي كنت اتصل بك

الاسرار التي كنت تحدثني عنها باقية في ذهني الى يوم الدين

ومحبة الناس لكَ لم تأتي من فراغ فهم لمسوا مساعدتك لهم ووقوفك جنبهم بأصعب لحظات حياتهم

هذا الكلام لا يمثل قطرة في بحر ما بداخلي).

وأخيرا كتب ولده حسنين هذه العبارة التي أختصر بها مشاعر الكثيرين ممن لم يبوحوا عما في دواخلهم من ألم: (ابي …سيبقى رحيلك وجعاً يمزقني وهم لا يشعرون).

رحم الله الزميل علي الربيعي وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا اليه راجعون.