23 ديسمبر، 2024 12:41 ص

على عناد: ضد إرادة أو رغبة
من الصعب تتبع بداية هذه العبارة التي تكررت على المسامع عبر الأجيال , ويمكن القول أنها إنطلقت منذ فوضى سامراء العاصمة بعد مقتل المتوكل (247) هجرية , وكأن خرابها بدأ نكاية بها لفائقية جمالها.
فعلى عناد سامره , تم تخريب قصورها ومواطن روعتها العمرانية والطبيعية , ولا تزال مسيرة ” على عناد سامرة” فاعلة فيها , وما يحصل لها منذ عقود يدور في فلك العدوان عليها , نكاية بها.
ومنذ تأسيس الدولة والمدينة تعاني , ولم تشعر بقيمتها إلا في الربع الثاني من القرن العشرين , في فترة الحكم الملكي , وعند قيام الجمهورية , مضت مسيرة النيل منها , حتى وصلت إلى حالها المعاصر الملطخ بالخراب والإهمال على كافة المستويات.
سامراء متحف حي يتكلم لغة التأريخ الشامخ العزيز , تتعرض لعدوان متواصل , ساهمت به أنظمة الحكم الجمهورية بأنواعها , وبلغ ذروته بعد 2003 , حيث صار الإندفاع نحو محق معالم سامراء يكتسب معاني أخرى ذات تطلعات سلبية وإنتقامية , مطعمة بالجهل والمشاعر البغضاوية.
ومن الواضح أن تجهيل أبناء المدينة بمدينتهم يمضي بقوة عبر الأجيال , ولا توجد في مدارسها مادة تعلم أبناءها تأريخها ومسيرتها الحضارية الباهية.
و”على عناد سامره” , كل شيئ يمضي على سكة الخراب والدمار القاضي بإخراجها من التأريخ , والتخلص من ذكرها ومعانيها ومعالمها.
و”على عناد مَن يخاصمها” , ستنهض وتتألق وتكون , وستعتمد على أبنائها الأصلاء الأوفياء الغيارى الميامين , الذين سيرتقون إلى حجم مدينتهم , ويتفاخرون بها.
فهل وجدتم مدينة بحجم سامراء حضاريا ومعرفيا وقدرة قيادية وسياسية , كانت ذات سطوع وهاج في ربوع دولة , أينما ألقت الغيوم بحملها فسيكون في أراضيها.
إنها سامراء , وستسر مَن رأى , وتعز مَن رأى , وتوقظ مَن لا يرى!!