– الحلقة الأولى-
أولاً – تمهبد :
علامات الترقيم – في الكتابة العربية – هي رموز اصطلاحية معينة توضع لتوضيح الفكرة الرئيسية العامة، والأفكار الجزئية للفقرات التي يتطرق إليها الكاتب عند كتابة أي نص أدبي، نثري أم شعري، والفقرات بدورها تتشكل من جمل، وهذه الجمل تحتاج إلى توضيح وإبراز لكي يتفهمها القارئ دون لبس ولا خلط،؛ وإلى تعيين مواقع الفصل والوقف والابتداء، وأنواع النبرات الصوتية والأغراض الكلامية؛ من هنا تأتي أهمية علامات الترقيم
…………………………………………………………………
ثانياً – تعريفها :
الترقيم في اللغة هو نظام من الحركات والعلامات التي تستعمل في تنظيم الكتابة.
وعلامات الترقيم هي علامات رمزية، اتفق عليها علماء اللغة الأقدمون وزادها المحدثون، توضع في النص المكتوب بهدف تنظيمه، وتسهيل قراءته وفهمه، ومعرفة مواضع الوصل والوقف، والفصل بين أجزاء الحديث والمعاني، والاقتباس النصي، وإظهار التعجب أو الاستفهام وتحديد علاقة الجمل ببعضها؛ وتحديد نبرة اللهجة عند قراءة النص جهراً، وتنويع طبقات الصوت، وتبين مواقع الهمزة إملائياً. ولا يخفى عليك أنّ جلاء المعنى، وجودة الإلقاء، وحسن الإشارات، و جمال الكتابة، وفن العرض يتوقف عليها؛ ومع كلّ ذلك لاتُعُتبر حروف، وهي غير منطوقة!
وتختلف استخدامات علامات الترقيم وقواعدها حسب اللغة، وأيضاً تطور تلك اللغة عبر الزمن.
…………………………………………….
ثالثاً – الترقيم لغةً :
أ – جاء في (لسان العرب) -مما يفيد بحثنا بشكل غير متسلسل :
” رقم : الرَّقْمُ وَالتَّرْقِيمُ : تَعْجِيمُ الْكِتَابِ . وَرَقَمَ الْكِتَابَ يَرْقُمُهُ رَقْمًا أَعْجَمَهُ وَبَيَّنَهُ . وَكِتَابٌ مَرْقُومٌ أَيْ : قَدْ بُيِّنَتْ حُرُوفُهُ بِعَلَامَاتِهَا مِنَ التَّنْقِيطِ . وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : كِتَابٌ مَرْقُومٌ كِتَابٌ مَكْتُوبٌ وَأَنْشَدَ:
سَأَرْقُمُ فِي الْمَاءِ الْقَرَاحِ إِلَيْكُمْ… عَلَى بُعْدِكُمْ إِنْ كَانَ لِلْمَاءِ رَاقِمُ
وَالْمِرْقَمُ : الْقَلَمُ . يَقُولُونَ : طَاحَ مِرْقَمُكَ أَيْ : أَخْطَأَ قَلَمُكَ وَالْمُرَقِّمُ وَالْمُرَقِّنُ : الْكَاتِبُ.
وَالرَّقْمُ الْكِتَابَةُ وَالْخَتْمُ .
وَالرَّقْمُ : ضَرْبٌ مُخَطَّطٌ مِنَ الْوَشْيِ ، وَقِيلَ : مِنَ الْخَزِّ. وَرَقَمَ الثَّوْبَ يَرْقُمُهُ رَقْمًا وَرَقَّمَهُ : خَطَّطَهُ ، قَالَ حُمَيْدٌ:
فَرُحْنَ وَقَدْ زَايَلْنَ كُلَّ صَنِعَةٍ….لَهُنَّ وَبَاشَرْنَ السَّدِيلَ الْمُرَقَّمَا
وَالتَّاجِرُ يَرْقُمُ ثَوْبَهُ بِسِمَتِهِ . وَرَقْمُ الثَّوْبِ : كِتَابُهُ ، وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ ، يُقَالُ : رَقَمْتُ الثَّوْبَ وَرَقَّمْتُهُ تَرْقِيمًا مِثْلُهُ . وَفِي الْحَدِيثِ : كَانَ يَزِيدُ فِي الرَّقْمِ أَيْ : مَا يُكْتَبُ عَلَى الثِّيَابِ مِنْ أَثْمَانِهَا لِتَقَعَ الْمُرَابَحَةُ عَلَيْهِ أَوْ يَغْتَرَّ بِهِ الْمُشْتَرِي.
وَالرَّقِيمُ : الدَّوَاةُ ، حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ ،وَقَالَ ثَعْلَبٌ : هُوَ اللَّوْحُ ،، وَقِيلَ : الرَّقِيمُ الْكِتَابُ ، وَفِي الْحَدِيثِ : كَانَ يُسَوِّي بَيْنَ الصُّفُوفِ حَتَّى يَدَعَهَا مِثْلَ الْقِدْحِ أَوِ الرَّقِيمِ . الرَّقِيمُ : الْكِتَابُ ، أَيْ : حَتَّى لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا كَمَا يُقَوِّمُ الْكَاتِبُ سُطُورَهُ .”
ب – من هذه الفقرات المستقطعة من نص النقطة الأولى من ( لسان عرب) لابن منظور:
” وَكِتَابٌ مَرْقُومٌ أَيْ : قَدْ بُيِّنَتْ حُرُوفُهُ بِعَلَامَاتِهَا مِنَ التَّنْقِيطِ…. وَفِي الْحَدِيثِ : كَانَ يَزِيدُ فِي الرَّقْمِ أَيْ : مَا يُكْتَبُ عَلَى الثِّيَابِ مِنْ أَثْمَانِهَا لِتَقَعَ الْمُرَابَحَةُ عَلَيْهِ أَوْ يَغْتَرَّ بِهِ الْمُشْتَرِي…..وَفِي الْحَدِيثِ : كَانَ يُسَوِّي بَيْنَ الصُّفُوفِ حَتَّى يَدَعَهَا مِثْلَ الْقِدْحِ أَوِ الرَّقِيمِ . الرَّقِيمُ : الْكِتَابُ ، أَيْ : حَتَّى لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا كَمَا يُقَوِّمُ الْكَاتِبُ سُطُورَهُ .”
نستدلُّ إذاً الترقيم مأخوذ من ( رقم ) الكتاب ، إذا كتبه ، أو من ( رقّم ) الكتاب بمعنى نقّطه ؛ ليبين حروفه ، أو بمعنى نقشه ، وزخرفه.
………………………………………………………….
رابعاً – تاريخ علامات الترقيم :
أ – قديما :
لم يعرف العرب من علامات الترقيم في بدايات الدعوة الإسلامية؛ ولمّا ازداد اللحن في اللغة العربية بعد زيادة رقعة الدولة الإسلامية ودخول الكثير من غير العرب في الإسلام ( طبقة الحمراء)؛ أدى هذا إلى تغيير الكثير من المعاني الأصلية لبعض الكلمات العربية، وهذا – أيضاً – تتطلّب إيجاد الحلول التي تقلل من هذه الأخطاء فتم وضع النقاط على الحروف، وكذلك الاهتمام بما يسمى بعلامات ترقيم القرون الأولى للهجرة ، ولم تكن سوى النقطة، وأشار ابن منظور إلى ذلك بقوله: ” وَكِتَابٌ مَرْقُومٌ أَيْ : قَدْ بُيِّنَتْ حُرُوفُهُ بِعَلَامَاتِهَا مِنَ التَّنْقِيطِ.” وأول من نقط الحروف أبو الأسود الدؤلي ( توفي 69 هـ ) ، بإشارة من الإمام علي (ع) ( ت 40 هـ).
ولمعرفة مكان توقف القرّاء ، أخذوا يضعون دائرة وفي داخلها نقطة ، أو يخرج منها خط ، كأداة للفصل بين الجمل، ثم أصبح الأمر تقليداً حتى تأنق به و زوّقه الكتاب.
ب – من مقالة للأستاذ خالد سيِّد ابراهيم فى مجلة العربى، العدد 480، ص 157، يذكر :
قديماً كانت الكتابة العربية بلا فواصل ، كما كانت بلا نقط للحروف . ثم تم تنقيط الحروف ، و ظلّت الكتابة بلا فواصل حتى عهدٍ ليس ببعيد . مما نشأ عنه تداخل بين الجمل و بين أجزاء الجمل بعضها البعض ، و حدوث لبس فى الفهم . حتى جاء العلامة ” أحمد زكى ” و رأى تواجد علامات الترقيم فى كتابات الغربيين ، و خلو الكتابات العربية منها . و فى العام 1912 كان الوقت قد حان للانتفاع بمثل تلك العلامات فى كتابتنا العربية ، فأصدر رسالة عنوانها: ( الترقيم و علاماته).
و قد أدخل شيخ العروبة أحمد زكى باشا علامات الترقيم إلى اللغة العربية لأنه رأى أن اللسان العربى مهما بلغ درحة العلم لا يتسنّى له فى أكثر الأحيان أن يتعرّف على مواقع فصل الجمل و تقسيم العبارات ، و ذلك فى رسالته 1912م.
و أقرت وزارة المعارف العمومية ( وزارة التربية و التعليم لاحقاً ) استخدام هذه العلامات فى المدارس المصرية آنذاك . ثم فى عام 1932 ارتضت ” لجنة تيسير الكتابة فى المجمع اللغوى ” ما أقرته وزارة المعارف المصرية و أصدرت بيان بذلك ينص على عشر علامات أضيف لها بعد ذلك المزيد.
ج – شيخ العروبة أحمد زكى باشا علامات الترقيم.
تذكر الموسوعة الحرّة عن أحمد زكي باشا :
أحمد زكي بن إبراهيم بن عبد الله النجار (1284 هـ / 1867م- 21 ربيع الأول 1353 هـ / 5 يوليو 1934م)، أحد أعيان النهضة الأدبية في مصر، ومن رواد إحياء التراث العربي الإسلامي، واشتهر في عصره بلقب شيخ العروبة.[1] بالإضافة لجهوده الكبيرة في إحياء التراث العربي ونشره عمل في الترجمة والتأليف والبحث، كما شارك في مؤتمرات المستشرقين وعمل بالجامعة المصرية. يعد أول من استخدم مصطلح تحقيق على أغلفة الكتب العربية. أدخل علامات الترقيم في العربية، وعمل على اختصار عدد حروف الطباعة العربية، كما قام -بجهده وماله الخاص- بإنشاء مكتبة كانت من كبريات المكتبات في المشرق الإسلامي. وقد تأثر أحمد زكى باشا بحركات ثلاث سبقته؛ النهضة التي حمل لوائها رفاعة رافع الطهطاوى في مجال الترجمة، ونقل الآثار الأدبية والفكرية من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية، .
علامات الترقيم
كان وزير المعارف أحمد حشمت في ذلك الوقت قد طلب من أحمد زكي باشا أن يقوم بإدخال علامات الترقيم على العربية ووضع أسسها وقواعدها، فوقف على ما وضعه علماء الغرب في هذا الشأن، واصطلح على تسمية هذا العمل بالترقيم؛ لأن هذه المادة تدل على العلامات والإشارات والنقوش التي توضع في الكتابة. وقد أتم عمله هذا في رسالة بعنوان الترقيم وعلاماته باللغة العربية، طبع سنة 1331 هـ/1911 م وقد قام بتحقيقه العلامة عبد الفتاح أبو غدة.
يقول أحمد زكي عن سبب نقله علامات الترقيم للعربية:
” دلت المشاهدة وعززها الاختبار على أن السامع والقارئ يكونان على الدوام في أشد الاحتياج إلى نبرات خاصة في الصوت أو رموز مرقومة في الكتابة يحصل بها تسهيل الفهم والإدراك.
……………………………………………………..
خامساً – أهمية علامات الترقيم:
أ – يقول الأستاذ عبد العظيم إبراهيم في كتابه (الإملاء والترقيم في الكتابة العربية)، الباب الثامن (ج 1 ص 95 – 104) – تحت عنوان ( علامات الترقيم):
ا” لترقيم في الكتابة هو وضع رموز اصطلاحية معينة بين الجمل أو الكلمات؛ لتحقيق أغراض تتصل بتيسير عملية الإفهام من جانب الكاتب، وعملية الفهم على القارئ، ومن هذه الأغراض تحديد مواضع الوقف، حيث ينتهي المعنى أو جزء منه، والفصل بين أجزاء الكلام، والإشارة إلى انفعال الكاتب في سياق الاستفهام، أو التعجب، وفي معارض الابتهاج، أو الاكتئاب، أو الدهشة أو نحو ذلك، وبيان ما يلجأ إليه الكاتب من تفصيل أمر عام، أو توضيح شيء مبهم، أو التمثيل لحكم مطلق؛ وكذلك بيان وجوه العلاقات بين الجمل؛ فيساعد إدراكها على فهم المعنى، وتصور الأفكار.
وكما يستخدم المتحدث في أثناء كلامه بعض الحركات اليدوية، أو يعمد إلى تغيير في قسمات وجهه، أو يلجأ إلى التنويع في نبرات صوته؛ ليضيف إلى كلامه قدرة على دقة التعبير، وصدق الدلالة، وإجادة الترجمة عما يريد بيانه للسامع، كذلك يحتاج الكاتب إلى استخدام علامات الترقيم؛ لتكون بمثابة هذه الحركات اليدوية، وتلك النبرات الصوتية، في تحقيق الغايات المرتبطة بها.
ويحدث هذا الاضطراب في المعنى إذا أخطأ الكاتب، ووضع علامة ترقيم بدل أخرى…”
ب – سنضرب لك مثالاً عن مثل هذا الاضطراب الكبير في المعنى والإعراب والحركات لاختلاف علامات الترقيم :
أنها تسهل الفهم على القارئ، وتجود إدراكه للمعاني، وتفسر المقاصد، وتوضح التراكيب … أثناء القراءة، يتضح هذا من خلال المثال التالي :
1 – ما أحسنَ الطبيبُ.
2 – ما أحسنَ الطبيبَ!
3- ما أحسنُ الطبيبِ؟
فهذه الجمل الثلاث مختلفة في المعنى، لا متكررة، على الرغم من أنها بدت في الظاهر جملة واحدة مكررة ومكونة من الكلمات الثلاث نفسها؛ فالنقطة جعلت الجملة الأولى جملة خبرية منفية بـ (ما) النافية، وعلامة التعجب جعلت الجملة الثانية جملة تعجبية و(ما) تعجبية بمعنى شيء، وعلامة الاستفهام جعلت الجملة الثالثة جملة استفهامية، وما اسم استفهام.
– إعراب الجملة (1) : ما أحسنَ الطبيبُ.
ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
أحسنَ : فعل ماضٍ مبني على الفتح.
الطبيبُ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، والجملة لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية.
– إعراب الجملة ( 2 ): ما أحسنَ الطبيبَ!
ما : تعجبية بمعنى شيء اسم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
أحسن : فعل ماضٍ مبني على الفتح لا محل له من الإعراب والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره ( هو).
الطبيبَ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ ( ما ) التعجبية، والجملة كاملة لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية.
– إعراب الجملة (3): ما أحسنُ الطبيبِ؟
ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم.
أحسنُ : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، وهو مضاف.
االطبيبِ : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، والجملة لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية.
ج – إذاً مثل ما نفهم الحركات ، والكتابة الإملائية الصحيحة ضرورية لفهم معنى الجمل ، يجب أن نتفهم أن علامات الترقيم أيضاً ضرورية جداً لتفهم الجمل ومعانيها …أمثلة بسيطة جداً ، تكفينا شر الجدال والقيل والقال !! اقرأ ، وقل لي :
1 – ماذا نفهم بغير الحركات من الجمل الآتية؟ : أ – دار الرجل …..ب – دار الرجل …..ج – دار الرجل .
2 – ماذا نفهم بدون الإملاء الصحيح في الكلمات الآتية؟ أ – اعراب …. ب – اعراب ….ج – ابان …..د – ابان …هـ – سال …و – سال …. ز – سئل
3 – ماذا نفهم إن لم نضع علامات الترقيم في الجمل الآتية ؟ أ – ما أجمل الرجل……ب – ما أجمل الرجل….ج – ما أجمل الرجل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واصل معي الفقرة نفسها.
– الآن نحرّك الكلمات ، ونكتبها بالإملاء الصحيح ، ونضع علامات الترقيم ، ونوضح … وأنت سيد العارفين !!
1 – أ – دارُ الرجلِ …..ب – دارَ الرجلُ …..ج – دارَ الرجلَ.
التوضيح : أ – بيتُ الرجلِ……..ب – دارَ الرجلُ (نفسه)…. ج – (زيدٌ ) دارَ الرجلَ. ..نقول : دارَ الرجلُ عمامتَه أي لفّها.
2 – – أ – أعراب …. ب – إعراب ….ج – أبانَ …..د – إبانَ …هـ – سالَ …و- سألَ …. ز – سُئِلَ.
التوضيح :
ا- أعراب الجمع : أعاريبُ ، مفرد أعرابيّ من يسكن البادية …..ب – إعراب عَنِ الفَرَحِ أو السخط ، إفْصاحُ ، إعْرابُ الكلمات و الجمل في النحو ….ج – أَبانَ: (فعل)…. ،بمعنى : أوضح وأظهر. …..د – إبان : أثناء ، أوان ، ويغلب استعمال إبان مضافًاً……هـ – سَالٍ : فاعل من سَلى ، سأَّل : كثير السؤال ، سالٍ : فاعل من سَلا ، سالَ: (فعل) سال سَيْلاً فهو سائل…… و – سَأَلَ : فعل ثلاثي لازم متعد بحرف ، سَألَ سُؤَالاً ، سَألَ عن حاجة…….ز – سُئِلَ : فعل مبني للمجهول من الفعل ( سَأَلَ).
3 – أ – ما أجملَ الرجلُ. ….ب – ما أجملُ الرجلِ؟……ج – ما أجملَ الرجلَ! التوضيح : علامات الترقيم ليست بحروف ، ولا تنطق …ولكن من الممكن إبارازها وتمثيلها بنبرة الصوت ، أو حركات اليد أوالجسم أوالإشارات .
أ – الجملة منفية : ما أجملَ الرجلُ……لم يكن الرجلُ جميلاً في قوله أو فعله.
ب – االجملة استفهامية : ما أجملُ الرجلِ؟…… الجواب : إنسانيته ، خلقه .
ج – الجملة التعجبية: ما أجملَ الرجلَ!….تعجب من جمال خلقه …هيئته.
فذلكة الكلام علامات الترقيم والرسم الإملائي للحروف، وجهان لعملة واحدة، الفرق بينهما كالفرق بين (سألَ) الطالبُ و(سُئِلَ) المدرسُ، أو (يُكافَأُ) التلميذ و(يُكافئُ) الأستاذ، وبين ما أجمل.ما أجملُ(؟) و ما أجملَ(!).
إذاً المعنى يختلف باختلاف صورة الهمزة، كذلك يضطرب المعنى إذا أسيء استعمال إحدى علامات الترقيم، بأن وضعت في غير موضعها، أو حلت محل غيرها.
…………………………………………………………………………………
سادساً – علامات الترقيم توضع بعد الكلمة السابقة دون قراغ.
تختلف استخدامات علامات الترقيم وقواعدها حسب اللغة – لكل لغة خصوصيتها – وأيضاً تطور تلك اللغة عبر الزمن، ومن الاستخدامات الشائعة لعلامات الترقيم في اللغة العربية: الفصل بين أجزاء الحديث والمعاني، تحديد مواقع الوقوف في النص، الاقتباس النصي، إظهار التعجب أو الاستفهام وتحديد علاقة الجمل ببعضها.
من أهم قواعد طباعة اللغة العربية (وحتى اللغات غير العربية) بعلامات الترقيم هي أن تضع مسافة فقط بعد علامة الترقيم (وليس قبلها)؛ باستثناء الأقواس والتي تكون ملاصقة للجملة التي بداخل القوسين ولا تلامس الكلام الذي يحيط بالأقواس من الخارج، وأيضاً باستثناء الثلاث نقاط (…) والتي ترمز إلى كلام محذوف أو فترة صمت تتخلل حديث، هذه النقاط الثلاث تلامس كل ما يحيطها من كلام على وإن كان البعض يجعلها تتبع نفس القاعدة العادية لعلامات الترقيم بلصقها بما يسبقها فقط من كلام وفصلها عما يتبعها
وكمثال: لا تكتب أو تطبع الجملة هكذا :
(أدرس دروسي جيداً ، وأكمّل وظائفي ، ما أجمل النجاح ! ).
وإنّما تكتب هكذا :
(أدرس دروسي جيداً، وأكمّل وظائفي، ما أجمل النجاح!).
دقق في الفراغ بعد الفاصلة، وليس قبلها، والسبب يجب أن تلصق علامة الترقيم بالكلمة التي قبلها، ولا تنزل لوحدها إلى سطر جديد في برنامج طبع آخر، ولا يجوز وضع أي علامة من علامات الترقيم في أول السطر، إلاّ علامة التنصيص و القوسين.
سابعاً – علامات الترقيم العربية ، والعلامات الشائعة الاستعمال :
الفاصلة، ويطلق عليها أيضا الفارزة، والشولة. ( ، )
( ؛ ) الفاصلة المنقوطة.
>النقطة ( . )
النقطتان. ( : )
الشرطة. ( – )
الشرطتان. ( — )
الشرطة السفلية. ( _ )
( ؟ ) علامة الاستفهام.
علامة التأثر، أو التعجب. ( ! )
علامة الحذف ( … )
علامة التنصيص. ( « » )
القوسان. ( ( ) )
القوسان المستطيلان. [ ]
الأقواس المثلثة. < >
الإشارة المائلة. ( / )
الإشارة المائلة المعاكسة. ( \ )
إشارة البريد الإلكتروني والتي تآتي فقط مع الآحرف اللاتينية. ( @ )
إشارة القوة المرفوعة. ( ^ )
إشارة الضرب. ( * )
إشارة العطف. ( & )
– علامات الإشارات المستخدمة في البرمجة آو الرياضيات مثل ( < > * & ^ \ [] )
– الفاصلة في النص العربي تكتب هكذا (،) وليس تلك المستخدمة في النص اللاتيني غير المتوافقة مع النص العربي. ( , )
الغالبية الساحقة من الكتاب يقعون في ذلك الخطأ مع أن الفاصلة العربية موجودة في لوحة المفاتيح لأجهزة الوندوز وكذلك الماكنتوش.
ثامناً – تنقسم هذه العلامات بدورها إلى أربعة أنواع في سياق وظيفتها في الكتابة، هي:
1 – علامات الوقف: ( ، ؛ . )؛ تمكن القارئ من الوقوف عندها وقفاً تاماً، أو متوسطاً، أو قصيراً، والأمور نسبية ، لأخذ فسحة ذهنية للانتباه والتأمل، وإذا كانت القراءة بصوت عالٍ، تسمح بالنفس الضروري لمواصلة عملية القراءة.
2 – علامات النبرات الصوتية: ( : … ؟ ! )؛ وهي علامات وقف أيضا، لكنها إضافة إلى الوقف – تتمتع بنبرات صوتية خاصة وانفعالات نفسية معينة كالتعجب والتساؤل والتأمل …أثناء القراءة.
3 – علامات الحصر: ( « » – ( ) [ ] )؛ وهي تساهم في تنظيم الكلام المكتوب،وتضمين النصوص، وتفسير المعاني بإيجاز ، ويمكن اليوم إضافة الألوان التي أصبحت تؤدي نفس الغرض.
4 – علامات الإشارات المستخدمة في البرمجة آو الرياضيات:
< > * & ^ \ [].
إلى الحلقة الثانية – إنْ شاء الله – …شكراً جزيلاً مع السلام والتحيات والاحترام .
كريم مرزة الأسدي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع والمصادر
1 – (لسان العرب) – أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ( ابن منظور) – الجزء السادس (ص 207 – 208) – دار صادرسنة النشر: 2003م .
2 – خالد سيِّد ابراهيم – تاريخ بدء استعمال علامات الترقيم فى الكتابة العربية.
مقالة فى مجلة العربى ، العدد 480 ، ص 157 ، نوفمبر 1998 ، وزارة الإعلام بدولة الكويت ، ( مطابع الشروق بالقاهرة.)
.http://tarkeemarabi.tripod.com/tarekhbad.htm
3 – مادة (ترقيم) – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.
https://ar.wikipedia.org/wiki/ترقي
4 – مادة ( أحمد زكي باشا ) – ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
https://ar.wikipedia.org/wiki/ترقي
5 – تاج العروس من جواهر القاموس : محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، الملقّب بمرتضى الزَّبيدي (المتوفى: 1205هـ). الناشر: دار الفكر – بيروت
الطبعة: الأولى /1414 هـ
– تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف: محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، الملقّب بمرتضى، الزَّبيدي (المتوفى: 1205هـ) المحقق: مجموعة من المحققين الناشر: دار الهداية عن المكتبة الشاملة – تاريخ الإضافة : 14 نوفمبر 2010 م
6 – كتاب ملتقى أهل اللغة : مجموعة من المؤلفين – ص 154.
7 – موقع ديوان العرب – اللغة العربية > علامات الترقيم في الكتابة العربية ومواضع استعمالها. بقلم عادل سالم
الأربعاء ٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩م.
8 – الإملاء والترقيم في الكتابة العربية : عبد العليم إبراهيم (المتوفى: بعد 1395هـ) الناشر: مكتبة غريب، مصر – عن المكتبة الشاملة – تاريخ الإضافة: 14 نوفمبر 2010 م
9 – الطريقُ المستقيمُ فِي نظم علاماتِ الترقيم : محمود محمد محمود مرسى، أبو سريع – عن المكتبة الشاملة – تاريخ الإضافة: 14 نوفمبر 2010 م