23 ديسمبر، 2024 10:48 ص

العرب يعيشون في ظل عصور السطوة , وليسوا في العصور الوسطى كما يظن الكثيرون ويكتبون ويحللون وينظرون.
العرب يعيشون في القرن الحادي والعشرين يكل معطياته وتطلعاته , ويتنعمون بإرادة السطوة الفاعلة فيهم , فهم المنهوبون المسلوبون المنشغلون ببعضهم لكي يتحقق أعظم إستحواذ على ثرواتهم وحقوقهم وما يمت بصلة إليهم.
فلكي تسطو على أية أمة , عليك أن توفر لها ما تتلهى به , لكي يخلو لك الدار وتفعل ما تشاء من الأعمال اللازمة للسطو الخلاق.
ومن أفضل آليات التلهي والإشغال التي تجعل عمليات السطو حرة وآمنة , هو الدين المسيس , ولهذا صارت الأمة عبارة عن مقاطعات كل واحدة بعهدة عمامة , ومحكومة بآلية خفية وجلية لتمرير ما يحقق السطو المريح.
فالمجتمع العربي في معظمه وخصوصا الذي يتوطن أرضا غنية بالثروات ومصادر الطاقة , عبارة عن رقعة تتوزع عليها الأرقام وتنشغل ببعضها وتتخلى عن وطنها وتنهمك بالمحق الذاتي والموضوعي.
ويأتي في مقدمة الآليات النافعة للسطو , الطائفية والمذهبية والتفاعلات السلبية بأنواعها ما بين أبناء المجتمع , ووفقا لذلك يتحقق الإستثمار بالقبلية والعشائرية والحسب والنسب , وتصنيف المجتمع إلى طبقات بعضها الخواص وأكثرها العوام , والخواص هو المؤهلون لتنفيذ مشاريع السطو المريح , لأن العوام ما هم إلا قطيع يتبع الخواص , الذين تعمموا ولصّقوا اللحى وطرروا جباههم ليتظاهروا بما ليس فيهم , لكنه يساهم بإمتلاء جيوبهم النهمة.
وعليه فأن ما هو قائم سيكون دائما لما يحققه من مكاسب ومعطيات تخدم مناهج ومشاريع السطو الذي ما عاد مسلحا , وإنما غانما وسالما لأن المفعول به صار أميرا وسيدا في القطيع الراتع , ويتوسل بالساطي ويتقرب إليه بالقرابين البشرية , لكي يتأمن سطوه ويضع في جيبه المهين بعض ما يريد , وبهذا يكون الهدف قد تحول إلى طاقة لتمزيق ذاته , وتحقيق أماني مستهدفه.
وهكذا تحولت الكراسي إلى أدوات للسطو المبارك من قبل أسياده , وأساطين مجاميعه المسلحة بالشرور والعدوان على حقوق الإنسان , وأصبح التواصل إستنزافي إستعبادي إمتهاني وقهري , ويتسلط فيه الطغيان على البلاد والعباد المقهورة بالتابعين الخانعين الفاسدين المقنعين بدين.
فهل من مُعينٍ ومَعين؟!!