لم تدم طويلا استراحة المدن العراقية من العمليات الارهابية حتى عادت تتساقط في جحيم الارهاب واحدة تلو الأخرى.. البصرة ثم بغداد على دفعتين ثم كربلاء ثم بابل ومازال (الحبل عالجرار) كما يقول المثل العراقي وقد شبعنا من محللينا الأمنيين الاشاوس الذين ليس لديهم سوى (ان تنظيم داعش وحينا هزم في المناطق التي تتحرر منطقة تلو الاخرى فانه يحاول نقل الحرب الى المدن او ايقاع العراق بالفتنه الطائفية).هل سمعتم غير هذا التبرير بعد كل انفجار؟.
كيف لا يتغلغل الارهاب داخل المدن ونحن نمتلك جوقة من السياسيين الفاشلين ومثلهم قادة أمنيين من (جماعة الدمج) أو أقارب الالهة التي تسكن المنطقة الخضراء.. لواء ركن فلان اقارب سيد علان وفريق ركن كطيو كان جنديا في الثمانينات وهرب الى خارج العراق وعاد بعد التغيير قائدا عسكريا بأعلى رتبة ..وعميد جلاق اقارب عبد الله المؤمن .. ولواء ركن دبور من جماعة الحجي ..وهكذا توزع المناصب على اشباه الرجال الفاشلين وتسلم ارواح الابرياء بأيديهم وبعد ان تحصد السيارات المفخخة والعبوات الناسفة تلك الارواح يخرج علينا المسؤولين بحجج واهية وتبريرات مضحكة وتبدأ الأجهزة الأمنية بإغلاق الشوارع وتبدأ الخطة الأمنية بعد أن يسقط (الفاس بالراس)..هكذا في كل مرة.
كيف لا تقع الأنفجارات وعشرات السيارات تعبر السيطرات دون تفتيش بحجة تبعيتها الى الجهة الفلانية واخرى الى حزب الديج واخريات الى جوقة حسنه ملص ومن يتجرأ على إيقاف سيارة ممن تم ذكرهم سلفا ..والشرطي الفقير في السيطرة يريد (يحمي ريشاته) كما يقول المثل الشعبي فيسمح لهم بالعبور دون تفتيش بحجة شرعية .. والسيطرات المسكينة ترفع شعار (الكل يخضع للتفتيش ..والقانون فوق الجميع.. وأحترم تحترم ) وبالطبيعي هذه الشعارات تخص المساكين والفقراء ممن لايملكون جهة يعبرون السيطرات بحجتها فيكون تحت وابل الأسئلة والتصرفات (منين جاي؟ انزلوا عالتفتيش ..هويتك.. اوراق السياره.. افتح الصندوك.. ليش مافاتح الضوه الداخلي؟..هاي شنو بيهه العلاكة ؟ وهكذا مجرد مضيعة للوقت واثبات للمواطن الفقير ان السيطرات حريصة على راحة وأمن المواطن ؟
وبعد كل انفجار يتساءل المواطن الفقير بسؤاله التقليدي (شلون فاتت السياره المفخخة؟ لعد وين السيطرات؟ وين التفتيش؟) وكأنه جاء من كوكب آخر لايعرف ان عشرات السيارات المارة بالسيطرات لاتفتش لأن أصحابها (على راسهم ريشة)..فمن ينهب خيرات العراق مستعد ان يدخل السيارة المفخخة.. من يساوم على المنصب مستعد ان يساوم على ارواح الناس.. ومن يكذب على الناس من اجل الحصول على منصب او مقعد في البرلمان او مجلس المحافظة مستعد لأدخال سيارة مفخخة ومن يعتبر نفسه فوق القانون مستعد هو الاخر لأن يفجر الابرياء ويحرقهم.. ومن لم يخاف الله حينما يسرق ويظلم لايخاف الله حينما يفجر .. هذه حقيقة لايمكن انكارها كلها جرائم مختلفة الانواع بإسم واحد.
كل من يقول ان داعشي يأتي من الموصل أو الرمادي ليفجر سيارة مفخخة او عبوة ناسفة في الحلة او بغداد او البصرة بدون مساعدة من أناس متنفذون فهو كاذب وكل من يقول ان المواطن مؤمن عليه في ظل الاحزاب والكتل والساسة الفاسدين قل له انت كاذب؟ كلما اختلف الساسة يحترق عدد من الابرياء بنيران المفخخات وكلما (تعارك) السياسيون على الكعكة كثرت الجثث والاجساد المحترقة بنيران المفخخات.
كل من يقول ان العراق يستقر بوجود هذه الحكومة بسلطاتها الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية فإنه كاذب لأنهم ومنذ اربعة عشر عاما لم يصلحوا حالهم فكيف نرجوا منهم إصلاح وطن تلتهمه نيران الفساد والقتل والدمار؟.. اللهم بحق هذا الشهر الفضيل شهرك العزيز ان تخلصنا من الفاسدين والقتلة والمتجبرين واللصوص والمتسترين بالدين وإحفظ العراق وأهله الشرفاء وإخذل كل من أراد بالعراق وأهله شرا.