22 ديسمبر، 2024 7:39 م

عددت العداده وكلمن على ضيمها بجت

عددت العداده وكلمن على ضيمها بجت

يضرب هذا المثل في أن لكل إمرىءٍ مايعنيه من همومه، فإذا بكى لمصائب الناس، فانه إنما يبكي لمصيبته، والشجا يبعث الشجا كما يقولون، والضيم هو جور الدهر ومصائبه، أنا ربما لم ابك لنفسي كما بكيت على النهر الخالد دجلة الخير، دجلة آخر سهم في كنانة العراق، لا داعش ولا القاعدة ولا الاحتلال الأميركي ولا جور صدام ولا حكم البعث ولا أية مصيبة يمكن لها أن توازي أو تساوي مصيبتنا في دجلة، منذ الخليقة وهو يجري ولكنه توقف عن الجريان في عهد (البعوره)، أصبح ساقية صغيرة تشكو ولا اعتقد أن أي عراقي شريف لا يبكي لدجلة الا من يحكمنا من الأراذل والأنجاس، لا ادري ماهو نفع وزارة الموارد المائية إن لم تكن مهمتها في الحفاظ على حصة العراق المائية وإقامة السدود وتطوير الروافد، ما يقدر عليه وزير الموارد المائية هو التوصية الشديدة بالتقشف، يعني صار التقشف ليس في المرتبات فحسب، يجب أن نتقشف على أيدي هؤلاء بغسل أجسادنا، فنحن نشتري ماء الشرب منذ أن رأينا سحناتهم البغيضة، وبقي النهران الخالدان لغرضي الزراعة والاستحمام، فهل نتقشف بالاستحمام يا سيادة الوزير وأنت التكنوقراط الذي طالبت بك القوى العلمانية المتطورة، فجاؤوا بحائن رجليه.

كنت اقرأ هذا الصباح في كتاب الأمثال البغدادية للشيخ جلال الحنفي، وقد وجدت مثلا يصور حال الحكومة العراقية بدقة: (حليب الكلبه على كد ولدها)، وفي بعض الاحيان لايكفي لجرائها، فتهرع تستدين وتنصب على هذا وذاك كما في مؤتمرات التسول التي تتحول من مؤتمرات تسول الى مؤتمرات استثمار وبيع لأراضي العراق، لم ينشف دجلة على مر التاريخ كما نشف الآن، الى من ستبث وجدك ايها الجواهري ومن سيضمن مقيلا لك بين البساتين او بين الرياحين، والى من ستحن وانت في غربتك الابدية، رحل النهر الخالد وأصبح ساقية لا تكفي لقرية بسيطة، فكيف بأم العراق بعد ذهابه، وكيف سنقسم بغداد ان كنا سنعبر دجلة هرولة او مشياً على الأقدام، من للرصافة في ان تحفظ اسمها بعد هذا الضياع؟، ومن للكرخ؟، وكيف بعلي بن الجهم الذي يقف على الجسر ليتغزل بالجميلات واين ستكون عيون المها في هذه المصيبة الكبيرة، والله لم ابكِ لدخول الاميركان، قلت سيرحلون، ولم ابك للقاعدة وداعش، لكنني بكيت لدجلة الخير الذي سرقوا خيره ولم يستطيعوا التفاهم مع تركيا ولم يطوروا سداً او يديموا رافداً، بل على العكس سلطوا كل اوساخهم على النهر الخالد العظيم فكان ماكان، ان دجلة يعني بغداد، واذا ما اختفى ستختفي المدينة العريقة وربما استطيع ان أتكهن إنهم يريدون زوال بغداد عن الوجود ليعودوا الى عواصم الأمس البعيد، كيف لدجلة ان يكون ساقية فقيرة لا تروي ظمأ الظامئين، على مجلس النواب ان يسائل وزير الموارد المائية ويعقد جلسة طارئة لمناقشة احوال النهر الخالد، وانا اقصد من بقي شريفاً منهم، وارسال وفد نيابي وليس حكومياً الى تركيا للبت في امر دجلة ومعالجة الخلل الذي حدث جراء بناء السدود التركية، ومن ثم الشكوى الى مجلس الامن والامم المتحدة والمنظمات العالمية التي تعنى بتوزيع الثروات المائية بين الدول المتجاورة، لتكن حسنة واحدة واخيرة لهم قبل انتهاء دورتهم البغيضة ايضاً، ونحن على علم ان حليب الكلبه على كد اولادها.