يُذكر أن التتار كان على أبواب بغداد والصراع الشرس مستعر بين الحنابلة والشافعية حول الجهر بالبسملة في إمامة المصلين , ودخل التتار بغداد فأصمتهم وأذلهم أجمعين!!
وتتكرر المشاهد في الأمة , وتدور كالناعور , وكأن العقل معطل والتفكير مُصادر ومقهور!!
ولابد من التوقف أمام سلوك فتاك يعيد نفسه بخسائر ذات قدرات تدميرية , وكأنه متوالية هندسية تهاجم الأمة لتمحق كيانها.
فكم إنشغلت مجتمعات الأمة بالتوافه والأخطار محدقة بها , ولا تأبه لها وتبدد طاقاتها بالنيل من بعصها , وما يحصل في الوقت الحاضر , أن التحديات تتراصف وتتعاضد ضدها , وأبناؤها يتصارعون ويتقاتلون , ويمعنون بالبهتانيات والأضاليل , ولا يعنيهم ما سيصيبهم من أعدائهم , فما يهمهم التماحق بينهم , فهذا هو النصر المبين والفتح الأمين.
طائفيات , فئويات , تحزبات , تبعيات , عدوانيات , فساد , نهب , سلب , تكفير , فرقة , إعتصام بمصلحة أعداء الدين , وعمائم تجهيل تتفاخر بأنها تنفذ أجندات الآخرين , والبلاد غنيمة , والعباد أرقام , وعليهم أن يخنعوا ويتبعوا , ويرتعوا للمتاجرين بدين.
والمفترسون متحمسون , ومطمئنون , وأهدافهم تتحقق بجهود التابعبن من المندفعين للقضاء على الوطن والدين , فدينهم وربهم وكتابهم أسيادهم الذين لهم يمولون , ويستعملون ويسخرون , فهم العدوان الأشرس على وجود الأمة والدين.
فلماذا نلوم مَن يريد ونحن نحقق له ما يريد؟!!
وأين مصلحة العباد والبلاد فيما يدور بمواطننا؟!!