23 ديسمبر، 2024 4:18 ص

عثرات الأحزاب القاتلة!!

عثرات الأحزاب القاتلة!!

تعثرت أحزاب الأمة بنظرياتها ففشلت , فلا يوجد حزب تمكن من التعبير العملي الصائب عن نظريته , فالعقل الحزبي مصاب بالعوق التعبيري العملي عن النظرية التي يتمسك بها.
لو أخذنا أي حزب وتدارسنا مبادءه وشعاراته وجوهر عقيدته , لتبين أنه يهدف إلى ما هو سامي ونبيل , وعندما تبحث عن إنجازاته وآليات تفاعله مع الواقع , تكتشف أنها مضادة لوجوده , ومتقاطعة مع ما يدعو إليه.
والعلة أن العقول ذات توجهات أصولية تتسبب بإندفاعات إنفعالية دامية وقاسية , تُخرج المسار عن سكته وترمي به في أتون التخبطات والمواجهات الغابية الإتلافية للذات والموضوع , فترى الآلاف من المنتمين لهذا الحزب أو ذاك وفقا للمراحل التي تمر بها البلاد , قد أعدموا وعذبوا وشردوا وآوتهم السجون والمعتقلات.
ولا تزال الحالة كما هي , بلا تطور ولا قدرة على التفاعل برؤية جديدة.
لو زرت دول الأحزاب الشيوعية في فترة الإتحاد السوفياتي , سيصيبك الذهول من الإنجازات المتنوعة المعاصرة ومن قوة البُنى التحتية فيها , والتقدم والرفاه الذي عاشه المواطن تحت الحكم الشيوعي.
وفي منطقتنا نشأت دولة شيوعية في اليمن , وما تمكنت من تقديم قدوة إنجازية يُحتذى بها , بل حصل فيها ما حصل , وإنتهى الأمر إلى ما هو عليه اليوم من ويلات وحروب.
قد يقول قائل أن الدين هو السبب , وأن الفتاوى ضد الحزب الشيوعي كان لها دورها , لكن الحزب الشيوعي في البلدان العربية , لم يقدم آلية تفاعلية متوائمة مع الواقع الذي هو فيه , وبتعبير آخر عجز عن إبتكار الصيغة اللازمة لتطبيق نظريته بنجاح في واقعه الديني , أي أنه لم يطوّع نظرياته لتكون متوافقة مع المجتمع , ومحفزة له على الجد والإجتهاد والعطاء الأصيل.
الحزب الشيوعي إنغمس في صراعات النفوذ والسلطة ومحاولات الإمساك بالكراسي وحسب , وما قدم سلوكا يشير إلى ملامح نظريته وقيمه الإنسانية وأفكاره الثورية الساعية لتحرير الإنسان وإطلاق عقله.
وهذا ينطبق على كافة الأحزاب التي فشلت , ولهذا فأن الأمة لا تنفعها الأحزاب بل تؤذيها وتؤبنها , وعليها أن تتخذ مسارا آخر لتكون.