لم تكن عودة الامام الخميني ( رض) الى طهران بتاريخ 1 شباط 1979 حدث عابر وبسيط بل تعتبر حدث تاريخي عظيم لا يمكن ان التقليل من شأنه او تخطيه بأي حال من الاحوال وذلك لكون هذا الحدثةالكبير هو خطوة استراتيجية فاصلة في وضع منطقة الشرق الاوسط بصورة خاصة والعالم بصورة عامة وهو خطوة مهمة في مسيرة الثورة الاسلامية في ايران التي كانت تغلي كالمرجل في انحاء ايران .
جاءت هذه العودة في وقت عصيب ومؤثر في منطقة تعيش بلدانها تسلط حكام عملاء للصهيونية ولامريكا وقد مارسوا الطغيان والكفر وبث الالحاد بصور شتى وحاولوا القضاء على الفكر الاسلامي ومحاربته ومحاربة رجالات الاسلام المحمدي الاصيل كما وانها زلزلت قواعد الامبريالية والاستكبار الاميركي الذي عاث في المنطقة فسادا ودمار وبالتالي رسمت عودة الامام صورة الامل المحمدي الاسلامي الذي انتظهره المستضعفين والفقراء والابرياء في العالم وبعث روح التحدي وانتصار الحق على الباطل بالدماء الطاهرة .
ان عودة الامام الخميني ( رض) وبهذا الشكل المهيب المنتصر والمؤيد والمسدد الاهيا وشعبيا نزلت كالصاعقة على نفوس وقلوب زعماء الشر والعمالة والاستكبار العالمي الصهيوني وجاءت لتضع اسس الانتصار الحاسم الذي هانت وتهون دونه التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الايراني المجاهد على منحر الحرية والكرامة والخلاص من طاغوت العصر الشاه وزمرته الفاسدة.
قدم سماحة الامام الخميني (رض) جهد عظيم قل نضيره في العالم الاسلامي المعاصر في سبيل وطريق الحق فقد كان طريقه طريق ذات الشوكه فلم يكن تحرك الامام وخططه وعمق فكره شيء سهل او مرن فلقد كان تحدي صعب ومؤثر لاسيما ان الالة ( الشاهنشاهيه ) القمعية كانت مدعومة من قبل الاستكبار العالمي وعملاء المنطقة وكان الشاه يعيش في اوج عظمته وحكمه الكافر بذل روح الله الخميني ( رض) روحه الطاهرة وقدمها منذ اول ايام تحركه وثورته المباركة في مسار الحق الاسلامي الثوري رخيصة في سبيل نصرة شعبه المظلوم وشعوب المنطقة وارجاع هيبة ومفاهيم الاسلام الحقة التي تلاعبت بها افواه وافعال حكام المنطقة الكفرة الغدرة.
أنتقل الأمام الخميني ( رض) اننقالة تاريخية من ضاحية (نوفل لوشاتو) الباريسية الى طهران شكلت انعطافة مهمة في مسار الاسلام المحمدي الاصيل ووضعت اسس لبناء عمق اسلامي ثوري صلب ليعيد للاسلام الاصيل هيبته وتأثيره على الشعوب الاسلامية والعالم اجمع رغم المحن والشدائد في ظل انتشار كبير لظاهرة الالحاد والكفر والطعن بالاسلام المحمدي الاصيل .
فحمل الامام الخميني ( رض) في عودة المباركة العالمية الاسلامية المحمدية الاصيلة هدف الامة الثائرة في ايران مفوتا الفرصة على الشيطان الاكبر امريكا وحلفائها في المنطقة من تحقيق مؤامرتها بجعل الثورة الاسلامية تدور في حلقة مفرغة .
كانت ولا زالت عودة الامام الخميني ( رض) تمثل مفتاح انتصار الحق ورجالاته على الباطل واذنابه ومنطلقا للتغيير الاستراتيجي الذي تحظى به الشعوب الاسلامية المستضعفة وهو شرارة الثورة وعشق الشهادة والتحدي والصبر والبطولة الحسينية التي جسدتها الفصائل الاسلامية انطلاقا من لبنان وما يمثله حزب الله من دور فعال ومعادلة مهمة في المنطقة ومرورا بحشدنا الشعبي المقدس وفصائله البطلة وانتهاءا بثوار اليمن الحوثيين الشجعان وشجاعتهم الفذة اضافة الى الادوار الكبيرة التي يلعبها ثوار البحرين والاحساء والقطيف ناهيك عن الصمود الاسطوري للجيش السوري ومن معه من الفصائل المسلحة المجاهدة وفي مستويات متقدمة جدا.
ستبقى شعوب العالم والمنطقة وجميع من سعى ويسعى لاحقاق الحق والدفاع عن الحريات وحقوق الانسان ومحاربة الشر والطغيان والارهاب مدينه بكل شيء لذلك الرجل العظيم الخميني الكبير ( رض) فبعودته عاد الحياة للاسلام ولمفاهيمه الحقة .
منطقة المرفقات