الاهداء الى امي ….. امي ….. امي في ذكرى رحيلها …..
انحني كل صباح امام
لألى عينيك
ونعومة ابتسامتك النرجسية
ليس من اجل شيء
فلست بحاجة للمزيد من الكبرياء
ولا للمزيد من الحنان
لكن هذا قدري
فأنت امي
انحني بكامل رجولتي
واقف منتصب القامة بعدها
كي انتحر بهدوء
وانا
في كامل قواي الثورية
انحني امام صورتك المرسومة
بقلم رصاص عريض
تخطفني ذكريات الطفولة
اجلس على الاريكة المصنوعة من الجلد
التي اشتريتها خصيصا لك
كي اتعمق في شواطىء تلك الحلي البنفسجية
التي ترتدينها
كي احاورك
كلما شعرت بأوردتي ترقص على اوتار اغاني
( فريد الاطرش )
كنت عاشقة لكلماته لموسيقاه لصوته لعزفه على العود
وانا
ورثت هذا العشق منك
كنت سيدة راقية
تضع المكياج بلمسة غجرية
تلبس احلى الخيوط الملونة
تقص شعرها بتسريحة فرنسية
كنت انثى
مثقفة
قارئة ماهرة للمقالات السياسية
في الجرائد اليومية
كنت انثى انيقة
بكلامها
بحوارها
بغنائها
بضحكتها
بكبريائها
انحني
رغم قسوتك معي
رغم برودة سحر امومتك معي
كنت تنتظرين عودتي للبيت
بلهفة
وما ان اصل كانت تختفي
لهفتك
اردت ان تصنعي مني
وريثا لتأريخ ابيك في
العلوم الاثنى عشر
ماذا كنت تنتظرين مني
ان اتحول
بين ليلة وضحاها
من شاعر لغة قصائده النساء
ورجل يترعرع على كأس النبيذ
وماركسي يدافع عن الثائرين
الى عالم دين
وعلامة في بحور اللغة
وبحارة في تراث العادات والتقاليد
وسيد يجتمع حول مائدته رجال العشيرة
كنت تنتظرين ان تلد من ذاكرتي
توأما لكبريائك وتأريخ
ابيك وجدك وسلاطين عائلتك
انحني
رغم انك كنت تعتبرينني طفلا
مغرورا
مشاكسا
مشاغبا
متمردا على شريعتك
ثائرا على تأريخ عائلتك
خارجا على قوانينك
انحني
حبا بك
وجعا لرحيلك
عشقا لحنانك
ويسألني ابنائي
لما تبكي
فأقول لهم
لأنها ….. امي