18 ديسمبر، 2024 8:59 م

صلّوا خلف الحكيم.. تفلحوا

صلّوا خلف الحكيم.. تفلحوا

عيدٌ، بأي حالٍ عُدت ياعيدُ؟، أيام قلائل تفصلنا عن عيد الفطر المبارك، حيث يعود علينا ونحن مثقلين بالجراح، تلك الجراح التي وجدت من أجسادنا، مادة ممغنطة أنجذبت نحوها وألتصقت.

في كل عام، يصلي المسلمون صلاة العيد، أحياءً لهذه الشعيرة المهمة، من شعائر السماء، اليوم الذي يثاب فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون، لما يميزه من توقيت، فقد سبق قدومه شهر رمضان، الذي يعتبر أكبر مدرسة ألهية، لترويض النفس.

يأتي العيد كسابقه، لا يختلف كثيراً، سوى ما صنعه أبطالنا في القوات الأمنية والحشد الشعبي، من أنتصارات، حررت مناطق كثيرة، وهزت مواقع كبيرة، لمجرمي داعش.

الجادرية، عيدها يختلف، فعندما يصلي الحكيم، تخضع الحكمة فتطاوع بلاغته، ويسجد التحليل، أمام درايته، ليتكلم السيد عمار الحكيم، بما لا يتكلمه غيره، سياسياً كان أم مفكراً، ويعطي دوماً خارطة طريق واضحة، مكتملة المعالم، مبنية على الواقع ومسبباته.

لو عدنا قليلاً إلى الوراء، وتتبعنا خطب الحكيم في صلاة العيد، لوجدنا أن الحكيم حذر من معركة على أطراف بغداد، قبل وقوعها بأعوام، ليس رجماً في الغيب، قدر أستناده إلى ما يحصل في محيط العراق، وتشخيصه الدقيق للخلل في المنظومة الأمنية.

كذلك، معالجات الحكيم السياسية، وطرحه لمبادرات قظم المشككون بها أصابعهم، لكن بعد فوات الأوان، حينها لم يبقى لديهم أظفر يحكون بها أجسادهم، التي غزاها جرب الشك والحسد والعظمة.

بأعتقاداتنا، أن السياسيين يصلون صلاة العيد، في مسجدٍ أو بيت، أو في دبي وشرم الشيخ، لأن النظافة تملىء قلوبنا، نعتقدهم يصلون، لكن.. هل يعلمون أن العيد أعتبار؟! هل يجدون العبرة من تفكرهم بهذه المناسبة الالهية؟!

كبيرٌ هو الهم، وأكبر منه صراخ اليتامى، وما علينا وما شأننا، كل الأطفال تبكي، لكن في العيد، الأمر مختلف، لا هدية ولا والد، أنهم أصحاب البكائين، على الأقل في العيد، يرتدون جلباب بكاء مختلف، فهو بكاء الحسرة.

حسرة تسري من بغداد إلى الصين، أحسبوها إن أردتم، ضعوا أجهزة ضميركم، في قلب عجوز مفجوعة بولدها، سيفجركم حنانها، سيخزيكم رحمتها، وستثقلون رحمها، بأس القوم قومٌ، يستمعون لحسن القول ويتبعون سيئه.

أبقوا في قصوركم، من الخضراء وعلى أجهزة الراديو القديمة، صلوا خلف الحكيم، أسمعوه يا من أصبتم بالصم الضميري المفضوح، حركوا عقولكم التي بنى العنكبوت بيته فيها، فباتت أوهن من بيوت العنكبوت.

مؤكد أن الطبيب سيعطي الوصفة في العيد، أرثه يقول هكذا، وأرثكم يقول هذا، ستتجاهلوها، وتتغاضون عنها، لكن قبل ان تفعلوا ذلك، فكروا.. هل بقيت لديكم أصابع لتعضوها؟!