22 ديسمبر، 2024 6:48 م

صلاة موحدة تودكم ياعقال رأس العراق

صلاة موحدة تودكم ياعقال رأس العراق

قرر علماء الدين التضامن مع ارادة العراقيين في القضاء على الفوارق الطائفية و الاحتفال معا بعيد الفطر في يوم الاربعاء ليزيدوا من لحمة العراقيين واصرارهم على مواجهة الارهاب بعقل واحد ويد تمسك بالأخرى لبقاء الأرض قادرة على حمل الفرسان ، رجال قرروا البقاء في العراق بعيدا عن مغريات الهجرة لان ابتسامتهم و طموحهم تكتملان فيه ، أحلامهم أكبر من شر الارهابيين، و شجاعتهم ترعب عقول جهلاء داعش الكارهة للانسانية و المتعطشة للدماء، لذلك يتعمدون اغتيال أكبر عدد منهم لمنع المواجهة الخاسرة في الميدان بعد تجارب يشيب لها الولدان بدروس الولاء الوطني.
يبعث العراقين في أصعب الظروف و أضخم التضحيات رسالة يفتخرون بها لقهر كل العازفين على الفتنة و الضياع أنها باختصار” عراقيتنا ليست للمساومة أو البيع مثلما هي اجسادكم المشتراة بدراهم معدود بعد نزع انسانيتها “.. عراقيون يعشقون آخوتهم و مصاصي دماء لا يشبعون من الذل و الهوان و الفارق كبير بين الفارس و فاقد الغيرة و الحياء.
وستكون صلاة العيد مناسبة وطنية كبيرة بمعانيها التربوية و تمسكها بخيوط أخوتنا العراقية رغم كل وسائل الحرق و التدمير الداعشي و أذنابه داخل الوطن و خارجه، صلاة موحدة تبعث رسالة الى الارهابيين بأن شعب العراق لن ينهزم و أخوته محمية بلدم الطاعر المشترك للشيعة و السنة وباقي ابناء الوطن بدعوات ألـ بيت رسول الله و الصالحين ” ع”.. عراقيون سيقفون صفا واحد بوجه بيادق تكره الانسانية و قبلها الاسلام، فرق كبير بين الذي يرفع اليد الى القدير ليحمي وطنه و أخوته و بين مرتزق تخلى عن انسانيته بدراهم معدودات.. صلاة موحدة هي انتفاضة شعبية بوجه المتخلين عن مسؤولياتهم بسبب الخوف على المال و الامتيازات مثلما تبعث رسالة عتب الى العرب مجتمعين بعدم تحمل مسؤولياتهم الأخوية لوقف نزيف الدم الطاهر البريء الذي انهمر طوفانا لابقاء جغرافيا و عروشا اكراما للمشترك الديني و الانتماء العروبي.
عراقيون يقفون صفا واحد بمواجهة أي مخطط يعرفون دمويته و انعدام انسانية القائمين عليه، لكن انتخوا بعراقيتهم فتحزموا بشرف الدفاع عنها يدا بيد مع الشهداء و المصابين في كرادة “
العز و الخير و التسامح” الذين سبقوهم لنيل الشهادة رافعين الأكف الى الله لحماية أخوانهم الصابرين و المؤمنين بأن وصل عراقيتهم لن ينقطع.
عراقيون صفا واحدة في الكرادة رسالة عز وطني وكرامة.. موقف شجاع تؤطره شموع الدعاء من كل جانب و في كل أحياء بغداد باستثناء المنطقة الخضراء المشغولة بالحفاظ على حماية مسؤولين لايغنون عن جوع أمام تضحية شهداء الكرادة و أخوانهم من أبناء الوطن، الذين سيؤسسون لتعايش سلمي فريد من نوعه لأن الجميع مستهدفون لحبهم العراق و حقدهم على مشاريع الانغلاق و الفتن، ما سيجبر العالم على الانحناء لهذه الرجولة و الكبرياء الوطني و يجبر مرجعيات الدين في البحث عن فتاوى تصلح لرجولة و تضحيات العراقيين بصمت، لأن هذه الوقفة رسالة وفاء للوطن و الآهل وهو ما تلح عليه شعائر الاسلام لذلك سيبقى العراقيون تاج على الرؤوس في انتمائهم الوطني و رفض مشاريع الفتن والعمالة.
الصلاة الموحدة في الكرادة سيحضرها الخائفون على العراق وشعبه و المؤمنون بصدق الانتماء اليه بمواجهة التحديات بما تستحقه من نخوة و شجاعة لا تعرفان المستحيل، كم سيكون الشهداء سعداء بهذه الصلاة بهذه الروح العراقية التي ضحوا بأنفسهم لحمايتها كي لا يركع العراقيون لغير وجه الله.. أنتم ياشهداء و جرحى الكرادة سارية العراق التي لن تنحني فدماؤكم زادتها قوة و زرعت الأمل بنفوس الأحياء الذين ينتظرون منكم دعاء عند رب العرش عندما تلقونه في جنات الخلد بقلوب طاهرة و شفاه تشكر الله على نعمه و تتوسل اليه لحماية العراق من طواغيت العصر ارهابيو داعش و شركائهم في تخريب العراق عندها يبارك الرب هذا المسعى لانكم أنصفتوا العراق الذي أدار غالبية السياسيين الظهر له طمعا بالمنصب و المال .. ستبقون في القلب و العيون و سنباهي بكم شعوب الدنيا فقد أكملتم مسيرة الوفاء للوطن و الدين قبل أن تحصدكم أيادي الشر المشوهة بعقد الجرم و نكران الضمير والتخلي عن قيم الاسلام بمال سحت حرام.. فرق كبير بين الفرسان و أشباه الرجال الذين لا يشبعون من الذل .. نودعم بقلوب تبكي و عيون تحزن و رجل لا تقوى على الوقوف اكراما لتضحياتكم لكننا نحملكم في ثنايا الروح فأنتم تسكنونها الى حين نلتقي عند بارئنا .. وداعا الى حين آخوتي.

[email protected]