23 ديسمبر، 2024 12:46 م

صداع ايفانكا ترامب …

صداع ايفانكا ترامب …

لم يتحدث الاعلام العالمي عن جميلة بوحيرد وبناظير بوتو وانديرا غاندي وماركريت ثاتشر وديانا سبنسر وسيمون دي بوفوار ورانيا العبدالله وغيرهن مثلما تحدث عن ايفانكا ترامب فلقد جعلوها قديسة ومخلصة جاءت من افق الغرب الاميركي كي تجد حلولا للمآسي التي تواجه الشرق ايفانكا التي لم تتعدى العقد الرابع اصبحت نجمة الشاشات والمحطات العالمية بل وتصدرت صورها اغلفة المجلات واصبحت الخبر والحدث والمشهد الاول للصحف بل تعدى الامر الى ما هو ابعد بداية بفساتينها وصولا الى تسريحة شعرها فالعالم نسي زيارة ترامب الى السعودية وبات الحديث عن القمة الاميركية – الاسلامية قاب قوسين او ادنى من الزوال من الادمغة والسبب يعود الى هوس وجنون وسائل الاعلام بهذه الشابة التي لا صفة لها سوى انها ابنة رئيس الولايات المتحدة الاميركية هنا يطرح السؤال نفسه ……..
كم رئيس اميركي مضى ولم يرى العالم ابنائه اذن فلما هذه الضجة اللامنطقية حولها ولما هذا الصخب الذي اصاب العقول بالصداع فلقد تحدثوا عن جمالها الذي لا يتعدى الطبيعي وقالوا انها ابتكرت صندوقا بل صناديق لجمع التبرعات واقامة المشاريع ونسجوا الخرافات والاساطير عن انوثتها وثقافتها ورؤيتها للابعاد المستقبلية …..
فكم من الثائرات والمناضلات رحلن عن هذا العالم المقرف ولم يسكن خبر رحيلهن سوى في اقصى زاوية في صفحة جريدة او ومضة قصيرة نقلتها الشاشة لكن الامر يختلف مع ايفانكا …..
ايفانكا التي حيرت العقول بنزولها سلم الطائرة الرئاسية ايفانكا التي زلزلت قلوب رجال الشرق الذين تركوا جميلات العرب وما تملكن من صفات وخصال وهرولوا نحوها فلو كان الجمال بداية الحكاية فلا اجمل من نساء الشرق ولا انعم واحلى وارقى من الانثى الشرقية التي تحمل من الحسن والبهاء والرونق والنضارة ما لا تحمله نساء الغرب مجتمعات كلهن في خانة واحدة هذا من جانب ومن جانب اخر فلو كانت القضية تتعلق برؤيتها وثقافتها فالتأريخ يقول ان اللواتي خضن هكذا تجربة ما زلن يتربعن على عرش الحضارة وما اسلفت ذكره من اسماء اعلاه خير دليل فكيف بسيدة بيضاء البشرة ذات بضع خصلات شقراء ان تطوي صفحة الحضارة والانسانية …..
لذا فما يحدث الان هو فوضى بمعنى الكلمة بل تخطتها بسنين ضوئية فالعالم يسير عكس التيار والبشرية تنحدر نحو الهاوية وباتت الكرامة والعزة والشموخ مجرد كلمات تعيسة ومملة لا اثر لها فكل شيء في هذه المتاهة المظلمة التي تسمى بالحياة يعاني الالم والوجع والقهر لما يحدث في ثناياها وسطورها فمنذ اعتلاء ايفانكا صهوة الاعلام العالمي والصداع لا يفارقني لأن البشرية اصبحت خارج نطاق الخدمة فلا قيمة لأي شيء ضاعت المبادىء والقيم وحزمت القوانين والشرائع حقائبها ومضت نحو المجهول لم يبقى شيء ولم يبقى قيمة لأي شيء ففي لحظة انسانية متمردة لعنت يوم ولادتي كبشري لعنت يوم نزولي من رحم امي التي اخرجني الى هذا المستنقع الخبيث الذي وان طال فلن يعود الى رشده ولا الى سابق عهده فلا احد يتحدث عن سفك دماء الابرياء عن جوع البطون والاجساد عن العلم والمعرفة والتربية والاخلاق عن خراب الامم والشعوب فقط الحديث عن صفقات الاسلحة عن المليارات عن جمال ايفانكا فكل شيء زائل وكل الحلول ما هي الا خيوط رفيعة نسجتها اشرعة الخيال فقط كلمة الله هي الفيصل هي الحكم هي العدل فليس هنالك مفر او مهرب من هذه الفوضى سوى ان يتدخل سيد الكون ويضع حدا لهذه المهزلة والطامة والهزيمة التي تعيشها البشرية .