18 ديسمبر، 2024 5:58 م

الصخة من الصاخة وهي الداهية الشديدة ، والداهية تعني الأمر العظيم الذي يصيب الناس.
ومن المعلوم أن وزارة الصحة خدمية تهتم بتوفير الرعاية الصحية لأبناء المجتمع في أي وطن ، دون تمييز وبالتساوي ، لأنها وزارة مهنية ذات معايير وأخلاق إنسانية لا ترتبط بالتحزبية والطائفية والفردية ولا يمكن للكرسي أن يؤثر فيها.
إنها تسعى لمعالجة المرضى وتخفيف الآلام والأوجاع , وتوفير أسباب الوقاية والعلاج من الأمراض بأنواعها , فهدفها العناية بالصحة العامة للمواطنين.
وهي مستقلة متفرغة لخدمة أبناء المجتمع ، وتتبع ضوابط سلوكية متعارف عليها , ووطنية بحتة وخدمية خالصة , ويقوم على إدارتها خبراء في ميدان تقديم الخدمات الطبية ، كالأطباء وأصحاب التجارب والخبرات.
وتستند في قراراتها وإجراءاتها على تواصلها مع البحوث والدراسات , والإستقصاءات العلمية الخاضعة لمقاييس متعارف عليها عالميا.
ومن الخطيئة أن يديرها الذين لا يعبّرون عن مهنية مقبولة ، ولا يؤكدون السلوك الفاضل الذي يعين المنتسبين إليها , ويحفزهم للعطاء الأمثل.
وفي هذا إضرار بسمعة الأطباء والطب في المجتمع , فعندما تتحول وزارة خدمية إلى حالة أخرى ، فأنها فقدت مواصفاتها ودورها وقيمتها وغفلت مسؤوليتها.
إن المجتمعات الحية المتقدمة تمنح المؤسسات الخدمية الحرية لتتعامل بتخصصية خالصة بعيدا عن المؤثرات الأخرى.
وأن تصل الحالة في أي بلد إلى ما يتعارض مع الأخلاق المهنية ومعايير السلوك السليم , فذلك من الجرائم التي يحاسب عليها القانون بشدة.
ولا يمكن تفسير صمت منظمة الصحة العالمية ورعاة الديمقراطية والحرية على الأعمال والتفاعلات المرفوضة ، وهل ستتغاضى عنها لو حصلت في مجتمعاتها؟
لماذا لا يتم الذود عن حقوق المواطنين في الحصول على الخدمات الصحية الوطنية الأمينة النزيهة المطهّرة من جراثيم الكراسي؟
ولماذا تتحول الصحة إلى صخة في بعض البلدان؟!