18 ديسمبر، 2024 9:45 م

“ما طار طير وارتفع…إلا كما طار وقع”
المسيرة البشرية تموجية , كتيار الماء في النهر الجاري , أمواج تأكل أمواجا.
الأمواج قوة مؤثرة في سلوك التيار الذي يؤسس لوجود النهر.
ونهر البشرية يجري ويشق مساراته وفقا لقدرات أمواجه , التي تبزغ وتغيب.
ولا توجد قوة دامت وما إنهارت , قد تطول لكنها لن تدوم , فلكل قوة عمرها المعلوم.
وفي زمننا المعاصر المتسارع أعمار القوى ستتضاءل , مما يعني أن البشرية ستعهد تغيرات متنوعة ومتعددة في غضون عقود قلائل , فالقرون ما عادت ملكا لقوة واحدة , بل نتاج تصارعات متداخلة لقوى ناهضة وهابطة , ويبدو أن عمر أي قوة لن يتجاوز متوسط عمر الإنسان.
وما يجري في الواقع القائم ,هناك قوى صاعدة وأخرى نازلة , ولابد لقانون البقاء أن يفرض إرادته , ولقوانين الدوران أن تنفذ مراميها.
نحن نعيش في عالم يتغبر بسرعة غير معهودة , وتعجيله يتزايد مع الأيام , مما يعني أن الإنسان سيرى في عمره ما لم تره أجيال من قبله.
قوى تتصارع وشعوب تباد عن بكرة أبيها , تحت أنظار العالم المتقدم المراعي لحقوق الإنسان , والداعي لمزيد من الألفة والمحبة والسلام.
قوى الأرض العاتية تساند الإبادة الجماعية للبشر وتدعو لسياسات الأرض المحروقة , لكي تدفن المواطنين في مساكنهم , وتستولي عليها وتتصرف بها كما تريد.
عالم , النازل فيه آثم جزار , والصاعد ثعلب محتال , والضحايا الأبرياء من البشر المبتلى بالمصير المجهول.
القوى النازلة تنتقم , والصاعدة تضطرم , والعالم يتغير كأنه السائل الذي يُراد وضعه في وعاء آخر.
فهل ستحدث الأهوال وسنعيش المُحال؟
إن الواقع الأرضي ينذر بسلوكيات ذات تداعيات خطيرة وقاسية إلى حد الفناء , ومن المرجح ستفقد الأرض أكثر من نصف سكانها في دقائق معدودات , فأسلحة الإفناء متأهبة للإطلاق من مرابضها التي سئمتها.
فهل أنها الواقعة , والقارعة التي ما أدراك ما هي؟!!