من الصيص أو الشيص وهو التمر الذي لم يكتمل نضجه لسوء تلقيحه أو غير ذلك.
كم هي مضحكة كلمة ” ساستنا” التي نتداولها ونتوهم بساسة في بلاد يدارون مصالحها ويغارون على مواطنيها , ويهتمون بعزتها وكرامتها وتطويرها.
ومن الأصوب أن نقول “صاصتنا” , كالشيص الذي لا يؤكل , لأنه فقد مقومات الوصول إلى حالة التمر , فهو خشيل يُرمى في التراب لتدوسه الأقدام , وتفترسه آفات الثرى إن وجدت فيه ما يرضيها.
فالأشياص التي وُضِعَتْ في كراسي وأوهموها بأنها تمر من النوعية الجيدة , وعسلها يسيل منها ليتنعم به الذين من حولها يتشيصون.
وأحزاب كأعذاق شيص , وتتوهم بأنها أعذاق تمر ناضج لذيذ , وما يدور بينها كالذي يحصل لأعذاق الشيص عندما تصفعها الريح لتحرر النخلة من شكلها المريب.
فماذا يُرتجى من شيص؟
هل سيُطعم الجياع؟
هل سيتحول إلى تمرة؟
العارفون بالنخيل يدركون أن الأعذاق المتشيصه تُبتر من النخلة , لتعينها على إنضاج تمر أعذاقها المكتملة الساعية نحو إثمار وفير.
مما يعني أن التخلص من الصاصة المتسلطين على الواقع المقهور بهم , يتحقق ببتر أعذاقهم المتشيصة , وهنا تكمن المعضلة , لأن المجتمع قد سمح للأعذاق البائسة أن تتسيّد على النخلة , وتزري بأعذاق التمر الناضجة , فصار الناس يأكلون خشيلا ويتلذذون بالشيص , مما أنساهم طعم التمر , فأصبحوا بمراراتهم يكابدون.
فقل “صاصتنا” ولا تقل ” ساستنا”!!
فالسياسة مهارة صناعة الأوطان وبنائها , ومداراة مصالحها وتأمين حقوق مواطنيها , وهذا لا وجود له ولا برهان عند شيصان الكراسي!!