كثيراً ما يحصل إلتباس وسوء فهم بسبب عدم تمييز المعنى الاصطلاحي عن المعنى اللغوي، وهذا ما دفعني إلى كتابة هذا البحث.
إن المعنى الاصطلاحي لمفردة((الموضوع)) يختلف بحسب إختلاف العلم. وأود أن أسلط الضوء على بعض المعاني الاصطلاحية لمفردة((الموضوع)) من خلال العناوين التالية:
أولاً: الموضوع في الدلالة الوضعية.
ثانياً: الموضوع في القضية الحملية.
ثالثاً: موضوع العلم.
رابعاً: الموضوع في الجوهر والعرض.
خامساً: موضوع الحكم الشرعي.
سادساً: الموضوع في الشبهة الموضوعية.
//////////////////////////////////
أولاً: الموضوع في الدلالة الوضعية
——————————————
الدلالة: هي كون الشيء بحالة إذا علمت وجوده انتقل ذهنك إلى وجود شيءٌ آخر.
[المصدر: المنطق للشيخ محمد رضا المظفر]
وبطبيعة الحال فإن للدلالة طرفين:
الأول: يسمى الدال.
الثاني: يسمى المدلول.
فمثلاً رؤية الدخان يدل على وجود النار، إن الدال في هذا المثال هو (رؤية الدخان )
وإن المدلول هو (وجود النار).
وللدلالة ثلاثة أقسام:
1ـ الدلالة العقلية: وهي فيما اذا كان بين الدال والمدلول ملازمة ذاتية في وجودهما الخارجي، كدلالة الدخان على النار.
2ـ الدلالة الطبعية: وهي فيما إذا كانت الملازمة بين الشيئين ملازمة طبعية، أعني التي يقتضيها طبع الإنسان كدلالة إحمرار الوجه على الخجل.
3ـ الدلالة الوضعية: وهي فيما إذا كانت الملازمة بين الشيئين تنشأ من التواضع والاصطلاح على أن وجدود أحدهما يكون دليلاً على وجود الثاني، كدلالة الإشارات المرورية التي وضعت على الطريق. فإن لكل إشارة مرورية مدلولاً خاصاً بها وكذلك دلالة الألفاظ على المعاني.
إن الدال في الدلالة الوضعية يسمى (الموضوع) , والمدلول في الدلالة الوضعية يسمى (الموضوع له).
إن دلالة اللفظ على المعنى هي دلالة وضعية. وهذا يعني أن اللفظ هو الموضوع والمعنى هو الموضوع له.. ومن خلال ما تقدم فقد تبيّن المعنى الاصطلاحي للموضوع في حدود الدلالة الوضعية..
وللحديث بقية إذا بقيت الحياة…