23 ديسمبر، 2024 1:47 ص

تنخر العقول، وتنجرف الأفكار، حتى ضاع الصواب في مزالق المهلكة، وصار من ظنناه أسد يلوذ بأحضان أرنب، خوفاً من أفتراس شاة، عقول أغتصبتها مكاسب دنياها، والرحمة لا تعرف طريق لعقل مغتصب، تلك صور من وطن أسمه العراق.
شكرأ داعش، شكراً أبو بكر البغدادي، شكراً أسرائيل، شكراً لحزب البعث العربي الأشتراكي.
شكراً داعش، لولاكم لما أكتشفنا عظم الفساد المستشري في المؤسسة العسكرية، ولولاكم لما برهنا للعالم أجمع ان العقيدة التي يحملها العراقيين، قل نظيرها، ولا نبالغ أن قلنا أنعدم مثيلها، ولولاكم لما أكتشفنا الخونة الذين سلموكم ثلث أرض العراق، ولولاكم لما جاءت فتوى المرجعية الدينية العليا بالجهاد الكفائي.
ثمان سنوات أنصرمت خلنا فيها أن لنا يد ضاربه، ستضرب من يطمع بأرضنا، وينتهك حرمتنا، ويهتك أعراضنا، ويهدد مقدساتنا، بيد ما أثبتت التجربة أن تلك المؤسسة العسكرية كضغث حلم غر منه حالمه.
فتوى المرجعية الدينية العليا، انجبت لنا جيش رديف، يعالج من خلاله السرطان المستشري، في وزارتي الدفاع والداخلية، ولعل الدور الذي لعبه الحشد الشعبي، هو من جعل الولايات المتحدة الأمريكية، تعيد حساباتها بالتعامل مع العراق، ولذلك مداليل جمه، أبرزها الأسقف الزمنية التي أعطاها التحالف الدولي، فأكثر من أربعين دولة، أجمعت على سقف زمني لا يقل عن عشر سنوات، لتخليص العراق من عصابات داعش التكفيرية، والمبصر بعين الباحث عن الحقيقة، لا بعين المأزوم والمهزوم، يجد أن الحشد الشعبي بقلة العتاد، وقدم السلاح، وأنعدام الأموال، أستطاعوا أن يحققوا أنتصارات عجز عنها كنبر، وغيدان، والغراوي، ونوري المالكي، والحلف الدولي.
قوة العقيدة التي يحملها ملبي نداء المرجعية، هي السلاح الخفي الذي كان وراء تحرير آمرلي، وجرف النصر، وبيجي، ومحيط بغداد، وهو ذاته الذي حول خطة سقوط بغداد لخطة تحرير الموصل.
أذا كانت المليشيا هي من يدافع عن الأرض والعرض والمقدسات فكلنا مليشيات.