23 ديسمبر، 2024 8:10 ص

نشرتُ مقالا قبل أشهر يحث على خير العمل , وختمته بالقول من باب التندر بعبارة ” حي على شر العمل” , فتلقيت العديد من الإستجابات الغاضبة التي ترى أن لا يجوز قول ذلك , ومعظمها لم تقرأ المقال على ما يبدو , وإنما جذبت إنتباه أصحابها العبارة في خاتمته.
تحيرت فيما وصلني , وأخذت أتأمله , وهو من التفاعلات القاسيات في سلوكنا اليومي , فنحن نأتي بالآثام والخطايا والموبقات , ولا نسمح لأنفسنا ولغيرنا بوصقها بما هي عليه , وإنما نراها ونبررها ونسوّغها.
ولهذا فالفساد إمامنا , والإستحواذ على حقوق الآخرين ديدننا , وإرتكابنا للحماقات سلوك حميد , وقيامنا بالجرائم البشعة من الطقوس المعبرة عن إنتمائنا لمعتقدنا , وإيماننا بربنا الذي على هوانا.
وهذه التفاعلات تعكس مدى قدرتنا على تسويغ ما هو عدواني وشرير فيما يبدر منا تجاه بعضنا.
فلماذا لا نواجه أنفسنا بجرأة وشجاعة؟
هل لدينا ميل جارف نحو الشر , وهروب عارم من الخير؟
ما هي أفعال الخير في واقعنا بالقياس إلى أعمال الشر؟
لو كان الخير سائدا لما تحققت المآسي والويلات بإسم الدين , مما يعني أن الدين صار مطية للإتيان بالشرور الداهيات.
والعجيب في أمرنا , أننا جميعا أصحاب حسب ونسب وسادة وأشراف , ومن أرومة الأمجاد والمآثر الساميات , وما نقوم به لا يشير إلى ما ندّعيه بأقوالنا!!
فهل يستطيع الواحد منا أن يقول لغيره ” على عينك حاجب”؟!!