20 ديسمبر، 2024 9:43 م

سيناريوهات ما بعد حرب غزة

سيناريوهات ما بعد حرب غزة

دخلت حرب غزة يومها الثامن منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها حركة حماس السبت الماضي ,مع استمرار القصف الإسرائيلي العنيف للقطاع والذي خلف المئات بين شهيد وجريح وعوائل نازحة ,فالحرب بطبيعة الحال امتداد للسياسة وربما تكون حلاً وحيداً لإنهاء الأزمات والصراعات المحتدمة ,ومن هنا نحن أمام سيناريوهات قد لن ترى النور قبل انتهاء الحرب في غزة ,اليوم نجد بأن العدوان على قطاع غزة أخذ أبعاد أقرب ما تكون إقليمية فحزب الله في لبنان ينفذ ضربات نوعية متقطعة على الأهداف الإسرائيلية في مزارع شبعا تطبيقاً لاستراتيجية أضرب وأهرب التي تتبناها الكثير من الحركات المسلحة ناهيك عن وجود فصائل عراقية تقاتل داخل الأراضي الفلسطينية وان كانوا على مستوى أفراد قليلة العدد ,من جهة أخرى نرى التحشيد العسكري الأمريكي على البحر من قبيل وجود مدمرات وأساطيل بحرية الغرض منه حماية الظهر الإسرائيلي من أي هجوم إقليمي محتمل ولا ننسى الاضطرابات في الداخل الإسرائيلي قد تنعكس هي الأخرى على مسار الحرب في غزة خصوصاً بأن هناك أصوات اسرائيلية تدين اليوم سياسة الرئيس نتنياهو المتطرفة وفشله في إدارة الأزمة وهذا قد ينعكس على شعبية التيار الديني الإسرائيلي الراديكالي على المدى المنظور مما يدل على وجود انقسام مجتمعي اسرائيلي وان كان غير معلن حتى الساعة ! . ولكن السيناريوهات الأقرب الى التحقيق والتي ستعلن فيما بعد تتعلق باستمرار هذه الحرب أو توقفها فالإسرائيليون يطبقون سياسية الأرض المحروقة بحذافيرها وربما يكون ذلك تمهيداً لاجتياح بري في القطاع والذي ستكون تداعياته كبيرة بكل تأكيد خصوصاً بأن حماس وفصائل المقاومة الأخرى ستكون المستفيدة الأولى من هذا الاجتياح والسبب في ذلك يعود الى الخبرة التي تمتلكها الأخيرة فيما يتعلق بحرب الشوارع لوجود أنفاق وممرات سرية تخدمها لهذا الغرض وهذا يعني بأننا أمام حرب مدن طويلة الأمد ربما تمتد لشهور أو حتى لسنوات ناهيك عن ما ستخلفه هذه الحروب من أزمات اقتصادية عالمية كبيرة كالذي حصل في حرب روسيا وأوكرانيا . أما السيناريو الآخر الأقرب فقد تلجئ جميع الأطراف المتحاربة الى الحلول الدبلوماسية والمسارات السلمية برعاية أممية وهذا يعني الانتقال الى طاولة التفاوض للمدى الأبعد ,ومن هنا ستضطر جميع الأطراف فيما بعد للبحث عن وسائل جديدة للتهدئة كالذي حصل في حرب أكتوبر 1973 عندما انتهت بنصف انتصار عربي ونصف هزيمة إسرائيلية !.

أحدث المقالات

أحدث المقالات