23 ديسمبر، 2024 4:54 م

سرقوا اموال الشعب ولم يسرقوا همومه

سرقوا اموال الشعب ولم يسرقوا همومه

لقد ابتلي العراق ببلاوى يشيب لها الوجدان .. ابتلي الشعب العراقي بثلة من الافاقين والمنافقين من أصحاب اليد الطولى في السرقة ونهب المال العام ، مثلما ابتلي بأصحاب الالسن السليطة ، التي لاهمّ لها سوى ان تقول اكثر مما تفعل ، لله درك يا أبا الحسن والحسين امير المؤمنين علي بن ابي طالب ، حين سئل عن ما يفسد أمر المؤمنين، فقال: ثلاثة وثلاثة ” وضع الصغير مكان الكبير، ووضع الجاهل مكان العالم، ووضع التابع في القيادة “، فويل لأمة ( مالها عند بخلائها، وسيوفها عند جبنائها، وصغارها ولاتها )

ما ان وضعت الانتخابات اوزارها، حتى بدأت أصوات المرشحين تتعالى عبر جميع الوسائل الإعلامية ، تعلن فوزها الساحق في الانتخابات التي لم تعلن نتائجها الى الان ، سوى التكهنات التي حولت الهمس الى ضجيج ، هؤلاء اوهموا الناس ان ” الدُخن ” الذي يطعمونه للطيور فاكهة طيبة المذاق ، مما حدا بأصحاب السطوة والنفوذ ان يتسارعوا في لملمة أموالهم التي جنوها من العقود الوهمية والنصب والاحتيال، خوفا على مصيرهم المجهول ومصيرِ أموالهم حال تولي رئيسَ وزراء جديد لحكومة العراق يأخذ على عاتقه ملاحقة اللصوص والمفسدين فيسألهم ” من اين لكم هذا ” وبسرعة فائقة وتهافت كبير استقبلت عواصم عربية اموالاً طائلة تكفي لتغطية ميزانية دول بأكملها ، ان لم نقل رأسمال لشركات مشهورة وعملاقة ، لا ان تكون في جيوب اللصوص الذين كنا نتمنى عليهم ان يسرقوا من المواطن العراقي همومه واحزانه لا ان يسرقوا أمواله ؟!!!

لقد استوقفي خبر قرأته وتأثرت به كثيراً ، كان مفاده : ان سكان احدى المدن البرازيلية عمدوا إلى ربط مستشار برلماني بعمود كهربائي وسط البلدة، بواسطة حبال قوية حتى يكون عبرة لمن اعتبر من المسؤولين الذين سرقوا المال العام . ونحن نتساءل كم يلزمنا من الاعمدة كي نعلق الذين اهدروا دماءنا وسرقوا اموالنا ، بعد أن أصبحت أموال البلد بقرة حلوبا ومرتعا لأصحاب السلطة والنفوذ وبطانتهم الذين كانوا يحلمون بان تقع بين أيديهم عملة ورقية من فئة الدولار الواحد ، لا أن تكون بحوزتهم المليارات ان لم نقل الملايين، والاغرب من ذلك انهم يتحدثون بصوت مرتفع عن النزاهة والأمانة وحب الوطن ، وكأنهم بأصواتهم العالية يحسبون او يتخيلون انهم من أصحاب الجاه والمكانة المرموقة، ولو كانت الرجولة تحسب بالصوت العالي لكان الكلب سيد الرجال .

أي مهمة واي قسم سيحلفه النواب ووزراء الحكومة الجدد حال تسنمهم مهام عملهم في مجلس النواب والوزراء ، هل ستكون مهمتهم حفظ الامن والشروع في بناء دولة المواطنة ، ام سيكون الشقاء في وأد الفساد والمفسدين من جذوره ، واسترداد أموال العراق المنهوبة وملاحقة سراقها الذين اختبأوا واحتموا في عواصم الدول التي منحتهم جوازاتها كي تمنعهم من الملاحقة القانونية، أم انهم سيكملون الدور المناط لهم، والمشوار الذي بدأه غيرهم ويشرعنون لأنفسهم حق التحكم بدمائنا وأموالنا ، لننشد بعدها وبصوت واحد: ” عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ … بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ.