في اليمن عدة سدود ولا يوجد فيها أنهار , فلماذا السدود؟
وكما تعرفون أن أعظم سدودها هو سدّ مأرب الذي بني في الألفية الأولى قبل الميلاد , وهناك مصادر تشير إلى أنه قد بني قبل ذلك بزمن طويل جدا.
وفكرة بناء السد هي لتخزين مياه السيول والأمطار , وإنشاء بحيرة يستفاد منها في الزراعة , وحوله أقيمت مملكة سبأ العظيمة , وبإنهياره ذهب ريحها.
وقد أعيد ترميمه أربعة مرات في الزمن القديم , ورابعها كان بأمر من إبرهة الحبشي سنة 557 ميلادية , وفي العصر الحديث تم ترميمة بأمر من الشيخ زايد بن سلطان وعلى نفقته سنة 1986.
فسد مأرب تعبير عن فكرة ألمعية في حينها ولا تزال فاعلة , وقد أسهمت في صناعة الحياة المزدهرة.
فلماذا لا نتعلم من تجربة سد مأرب , وهي شاخصة أمامنا وحية في تأريخنا وتراثنا وديننا؟
لماذا لا يتم تفعيل العقول الهندسية وإنشاء السدود والخزانات المائية , للإستفادة من مياه الأمطار والسيول؟
فهل لأننا لا نجيد سوى التشكي والولولة والعويل , وإلقاء اللوم على الآخرين وحتى على رب العالمين؟
كم مرة غرقت مدننا وقرانا , وكم مرة جرفت السيول ما جرفت , وما تعلمنا ولا تحذرنا ولا بادرنا بمشاريع ذات قيمة إستثمارية وإنمائية وفائدة وطنية!!
إن الطبيعة تقدم نفسها كما هي , بتقلباتها وأعاصيرها وسيولها وفيضاناتها , وعلى البشر أن يتعلم كيفيات التفاعل الإيجابي معها , وأن يبتكر آليات تحويل ما تأتي به إلى خيرات , فأمطارها وسيولها يمكن أن تكون منطلقات لمشاريع إروائية ذات ربحية عالية.
فأين العقل المبدع المبتكر المتطلع نحو مستقبل زاهر معطاء؟!!
إن الحياة في الماء فلنتعلم مهارات الإستثمار في السيول والأمطار , ونؤهل مرابعنا لكي تتزاهى بالخيرات.
فتأهبوا بإيجابية وأمل فالمياه آتية مدرارا!!