23 ديسمبر، 2024 9:30 م

 – 1 –
 
نجرحُ البحرَ/ ثمّ نسعفه/ نستلفُ خزيه وخرابه/ أسئلةٌ مرّة تشاكسُ سذاجتنا المبرّأة من العقل/ واللامبالاة متفشّيةٌ فينا/ تقتاتُ سنا ضحانا/ آناً نمضغُ المشهد/ يمنحنا الحرّ والقرّ/ آناً آخر تصفعنا كفّ الزوبعة/ في هامش الإنتظار أمدّ ساقيّ في الماء/ علّ عروسةً تخرج من خضم العباب/ تُمسك بهذياني/ هي بنتُ زلاتي / تلجُ شرياني/ وتُغلي دمي/ دثاري نظرتُها الحانية/ تنوّمني لصقَ شاطئها/ توشّ في رُوعي أغانيها/ المعلبةُ في غرف أسرارها/ فهل تُسكتُ طلعتُها تمرد لحمي؟/ بعيداً عن دبيب الضجيج يعروني الغثيانُ/ بودّي لو أُمزّقُ ثوبي/ يتوزعني الترددُ/ ما بين الشهوة والشهرة/ وممنْ استلفُ المشورة؟/ أنا بين ضرسي الرحى والمهلكة/ سيعلكُني الندمُ / الآنَ أو بعد نزول الغسق/ وتفشي الفسق/ سأُلملمُ مسعايَ/ أخترقُ الخطر/ أشطره نصفين/ نصفاً أصطلي به/ ونصفاً تحتضنه رعشةُ اُمنيتي/ تلتفّ به/ وحوالي تصطفُ أشجارُ الصفصاف/ وسربٌ من المتطفلين/ والمطففين شأني/ تُبثُ الى جدثي فوضىً محمومة/ هي كرنفالُ الجنون/ في حنجرة الوقت/ كالعويل الجميل تُقامُ حولي حفلةُ عُرس/ إذاً، الليلةَ تحتفلُ الكتبُ بيباس الكلمات/ بتصحّرِ الصلوات/ بنفاد الثمر والنبيذ/ لمنْ أقراُ خطابي / أعلى الرمل والهباء؟/ الأوديةُ تجهشُ / والشجارُ بوصلتنا الى القطيعة/ رؤايَ غائمةٌ وغائبةٌ عن نُهايَ/ بين الصحو والهذيان فترٌ/ يضيقُ ويتسعُ/ وأنا الريحُ أبددُ مملكة الرماد / أمحو تضاريس الكثب/ وأُعيثُ في صفحات الكتب/ ……………
يجرحُ اللحظةَ إغفاءتي القمرُ/ وملءُ سريرتي عشبٌ يضيءُ بالوله/ يقشّرني الوقتُ وفقَ مشيئته/ ويُحيلني باقةَ زهر أو سلةَ قمامة/ أو أُفقَ خراب/ أو حجراَ تمضخني اللامبالاةُ/ أو سنة نعاس على لمح البصر/ أوحبة قمحِ في حقل/ في بلدي يتفحم العشقُ والشهقةُ/ ويبكي على مصيري الحجر/ في وطني يترملُ الماءُ والشجرُ/ ويحتضر الخصبُ/ لكنْ حنجرةُ الحبّ لن يكفّ عن الغناء/ والنبعُ مرآةُ أيامنا / يرينا ضحى الغد / يروينا بضحكته / ويُطفيءُ أُوار الخوَر/ ……
 
                                                        – 2 –
 
سيرتُك وحدَك تعنيني وتُغنيني/ فأرى خيوطَ علوّك / مراوغةً كالزئبق/ تنأى عني/ لكنها تتبعُ شريطَ حيائي/ وأنا منطوٍ على قداسة صمتي/ ولي أهلون متشظون في أصقاع العمر / كنتُ عشبةَ ملاذي/ أشعّ بالصور/ وأراني الساعةَ أدبّ فوق ترب الأُفول/ برفقةِ فورةِ عنادٍ/ تحرثُ في غضون المُحال/ مثلَ نبيّ دمويٍّ/ أُوغل في الدرب الوعر/ ما أطيبَ لونَ الحياة ؛/ وهيكلُك الفاتنُ يموجُ بين الضجيج الناعم/ تُرى كيف صيّرك الزمان أكثرَ بهرجةً مني؟/ نافذةً تتسلّقُ نحوك الأبصارُ والذممُ/ رأيتُك وراء الشتات والشتاء العاقر/ ………
لنا القرّ لا الكرّ/ والصولجانُ الكسيحُ/ في المدى العبق بطلعتك المضمحلة/ تجيءُ شفيفاً مثلَ بسمة الأُمنية/ وملءُ كفك أسئلةُ المرارة/ تمرّ أناملُك فوق سهدي فتوقظُ جمرةَ هاجسي/ تعالَ أُدنُ من مرقدي/ من رائحة عرقي/ وعرّفني بتعاريج خرائطك/ سأخفّ لإستقبالك/ اُغمّسُ ناظري في غرة طلعتك/ في إيابك المفاجيءِ/ بيننا مسافةُ أكوانٍ/ وذا ظلّك الزاكي جاثمٌ لصقي/ وأُري كلّ قاصٍ ودانٍ خجلك المورّد/ جئتني مجرةً ضامرة / مخبأة تحت سريرالأزمنة/ تهشّ بصراخك على بلايين الشموس والأهلة/ جئتَ تُعيدُ الى المجرى اليباب ماءه/ ومجد غنائه الفضي/ وتقبرُ الغشّ/ وتعبرُ بنا الى الشاطيء/ خللَ الخديعة وزفير الخناجر/ عدتَ تُكرمُ الحبّ المنكّسَ بين رماد الآهات/ وعندك تزهو النجمةُ وتأتلقُ الثمرةُ/ وإذ أنتَ هنا تُعلي شأنَ الكلم ترفعُ هامَها / تتسلّحُ بالجرأة/ ويُطلّ زمنٌ هَلامٌ / نتوّجُه سلطاناً لأيامنا الغائبة والآيبة/……….