23 ديسمبر، 2024 11:33 ص

واخيرا وصلت الرسالة وكانت مفتوحة من شخص لم نتوقع ان يكتبها ويبعثها بهذه السرعة وكنت أتوقع صوته الهاديء لكني لم أكن أتوقع كل تلك الحدة في كلمات رسالته الأخيرة التي صعقت المئات من الصحفيين وكانوا يتلونون بالحزن والرغبة بالبكاء كانت الكلمات تقع علينا كالخناجر وتقطع أوصالنا وتمر الى القلوب وتمزق الأوردة والشرايين وتجول في أنحاء الجسد وهي لاهثة .

وداعا حبيبي .. مات طالب بحر فياض الصحفي الأنسان الرائع.. عند الظهيرة من اليوم الأول من نوفمبر 2017 جاء الخبر.. مات الرجل الحيوي المبتسم ولم تعد شفتاه تفتران عن ابتسامة فقد تجمدتا تماما ، وعند مغيب شمس ذلك اليوم كنت عائدا من المقبرة .. وارينا ذلك الجسد وتساءلت أين حرارته وابتساماته ولماذا هذا الصمت ولماذا تغيب الشمس بهذه البلادة وبلا أدنى خجل ولا تواسينا أو تبعث بعضا من خيوطها لتظل عند ظلمة القبر وتخفف الوحشة.

تعودنا الرحيل وكل واحد منا لا يترك التفكير بوقت مماته.. كيف سأموت.. متى أين من سيكون قريبا مني من سيشارك في تشييع جنازتي ، في أي مقبرة سأوارى ، من سيقف على القبر ، من سيبكي ، من سيشمت ، من سيبالي ، من سيتجاهل ، من سيكون حاضرا في حفل التأبين ، من ومن ومن ولاجواب ، فلا سبيل لمعرفة الوقت والكيف ، وهاهو طالب بحر بعث برسالته الأخيرة فهو لم يكن يخطط لهذا الحدث الرهيب وهو مثلنا كان يطمح في صناعة مجد مختلف وطموح مختلف وحياة مختلفة ، لكنه غادر تلك الحياة وهو في خضم التفكير بها وترك لنا أن نعتبر بالطريقة التي نريد ونشتهي فنحن سنترك ذات الخيار لمن سيأتي من بعدنا ولا نعرف كيف سيتصرفون .

سأرثي صديقي الصحفي طالب بحر بكلمات حزينة وأودعه بدمعة سيبقى أثرها على وجهي ما حييت .