23 ديسمبر، 2024 3:48 ص

في ربيع 1991 كان عمري 11 عاما

قدماي لم تلمسان الأرض ابي العظيم حملني على ظهره عنقه

عندما وصلنا الى تلك القرية شعرت انهما تتحركان

كنت العب بجوار الكوخ

سقطت جدتي عند موقد النار

حالتها لم تكن مستقرة كان ضغط دمها مرتفع

قرر ابي العظيم اخذها الى المدينة

قام بتأجير عربة وحصان ودليل

وضع مرتبة سرير ومفارش واغطية فيها من اجل جدتي

في الصباح الباكر

وضعني ابي العظيم على ظهر الحصان وجلس في المقدمة والدليل مسك الحبل

بعد عدة ايام وصلنا للمدينة

اتذكر تلك المشاهد الحية

المكان مكتظ بالبشر الجنود الغيوم الجوع الوجع

حمل ابي العظيم جدتي واخذها الى المستشفى الميداني

خيم ووحدات طبية متنقلة

بقينا عدة اسابيع لكن جدتي لم تتحسن وفارقت الحياة

خلال تلك الفترة تعرف ابي العظيم على ممرضة تركية

كانت تهتم بجدتي وتعاملها بلطف ورقة

ابي العظيم كان يتقن اللغة الانكليزية كانا هو والممرضة التركية يتحدثان معا

اتذكر انها كانت تضع يديها الناعمتين على رأسي وتمرر اصابعها بين خصلات شعري

تحضر لجدتي ولابي العظيم ولي وجبات الاكل مع العصائر

بيضاء البشرة شابة رشيقة تملك شعرا اشقرا كثيفا مجعدا

قالت لي

هل تريد الذهاب معي لاسطنبول

ضحك ابي العظيم وضحكت

اتمنى ان التقي بهذا الملاك ذات يوم

لاقول لها

انا لم انسى ولن انسى