18 ديسمبر، 2024 11:04 م

ربما يتأخر السنونو المهاجر

ربما يتأخر السنونو المهاجر

حين قال لي: أحضري في عوالمي كقصيدة كي أتنفسك من بين أصابعي.
**********
حين قال لي
الفضاء الممتدّ بيني وبينك
الآن أتمنى ان يضمحلّ
من أين لي أن أعيد لك طعم العيد القديم؟
وكيف نختزل خِلسةً عمرين؟
بأردية الطفولة فاقعة اللون
وبالجوري المغطّى بالندى
فلربما أتأخر
ولربما يتأخر السنونو المهاجر
ولن يمر بالقرى المجاورة
وحقول الأرز
والخراف التي تبحث عن الكلأ
ونهر كان مرسى للنذور بالآس والحناء
والحلوى وتعاويذ من شفاه أم
**********
حينما قال لي:
ستظلين أينما تكونين تكون أرضي
وستتوجه كل حواسي إليك
ستظلين بعيني كل ما تلمسينه سيصبح
قصيدة كوردة يانعة
ماذا أفعل بالكون الذي يضيق دونك؟؟
ويغدو رحباً وأنت فيه
ماذا أفعل بغيابك الذي يتركني ككتاب مهمل فوق الرفوف؟؟

**********
فأنت كل ما تبذرين بباحة البيت
تروينها فتمتد وسنين عمرك
تتصاهرين وإياها فتعاشر طقوسك لتنام وأهل بيتك
**********
حين قال لي
بيتك الأليف يطوّحني في الهواء بروائح متزاوجة
من الهال والكاردينيا والزعتر البري
يبهرني
بل يأخذ بأنفاسي
وأنت الشغوفة بالحياة
حين يهجرك الرقاد من جذب الفصول
تنتفضين
تدعين لمائدتك المتعبين
حيث حديقتك البرية وأقداح ماء وصحون رطب
وأرائك تنسجينها بيديك
**********
أعرفك بل حفظتك وتعلمت منك التمرد
حتى وان منعوا عنك الخبز
ستتقاسمين معهم كفاف يومك
**********
لا تهدري الوقت
يا امرأة خصّها الله بقلب لا تكتنفه ضلوع
تعالي
علنا نصل لبقاع تبتسم شفاه أهلها
وتحتها نبتت من الحنظل
حقول
**********
اعرف يُغيظُكِ كل ما يحدث هناك
فتعالي لنرجم معاً
كل قاتل بحجر
قبل ان يبلغ السنونو مأربه
ولتكملي عنده قصائدك الناقصة
ما بين جرف ونهر
ونخل كثيف