18 ديسمبر، 2024 7:10 م

رئيسي ومحادثات فيينا

رئيسي ومحادثات فيينا

يدور جدل کبير منذ أن تم الاعلان عن الفوز المشبوه لابراهيم رئيسي في انتخابات الرئاسة الايرانية، بشأن الموقف المحتمل للنظام الايراني من محادثات فيينا حيث يرى البعض من أوساط المراقبين بأن النظام الايراني سيجنح للتشدد وحتى يمکن أن يحدث الاصطدام بين هذا النظام وبين الغرب على خلفية برنامجه النووي وملفات ومواضيع أخرى. هذه الرٶية يرى هذا البعض بأنها قد تعززت بعد نشر مقطع الفيديو الخاص في موقع خامنئي والذي يعود للعام 2012، حيث يعرب فيه خامنئي عن عدم رضاه عن المحادثات ويشكك فيها.
الحديث عن موضوع إستمرار أو عدم إستمرار النظام الايراني في المحادثات النووية وربط ذلك بطرف معتدل أو متشدد، هو برأينا حديث غير واقعي وحتى تمويهي ويمکن الطعن فيه لأنه أساسا ليس هناك طرف معتدل بالمعنى الواقعي لهذه الکلمة، وبفرض وجود طرف معتدل فإن هذا الطرف ليس له أي صلاحية في إتخاذ القرار، وقد أثبتت الاحداث والتطورات الجارية في إيران بأن المحادثات التي أجراها النظام الايراني خلال عهد الرئيس السابق حسن روحاني کانت بإشراف وتوجيه من شخص خامنئي نفسه، ولهذا الامر معناه ودلالاته لمن يريد أن يفهم مغزى وواقع هذه المسألة.
النظام الايراني أو بالاحرى خامنئي لأن النظام کله يمکن إختصاره في شخصه فهو الامر الناهي وکل الامور والمسائل عند حسمها ترجع إليه، يريد أن لايوقع على إتفاق نووي مغاير لإتفاق عام 2015، والذي کان في حينه بمثابة مکسب وهبة من السماء لهذا النظام لأنه أنقذه من أزمة خانقة کادت أن تودي به، والان فإن النظام يواجه أزمة خانقة أسوأ وأکبر بکثير من الازمة التي سبقت الاتفاق النووي عام 2015، لکنه صار يعلم بأن المجتمع الدولي وبعد التجربة الفاشلة مع النظام الايراني عام 2015، لايمکن أن يعود ويرتکب خطأ مماثل ولذلك يبدو واضحا بأن المجتمع الدولي يريد الاتفاق النووي الجديد محکما بما فيه الکفاية بحيث يضع حدا لخروقات وإنتهاکات النظام الايراني وينهي مساعيه السرية من أجل الحصول على الاسلحة الذرية.
في إيران نظام ولاية الفقيه، يمکن أن تتغير الوجوه وأن يکون هناك صخب وضجة وإطلاق تصريحات غريبة وغير مألوفة، ولکن الذي يجب أن لاننساه أبدا هو إن النظام نفسه باق وإن منطقه هو السائد وهو الذي يحکم ويحدد المسارات أما هذه الوجوه فإنها کانت وستبقى من أجل الاستهلاك لخدمة النظام ولاشئ غير ذلك أبدا!