23 ديسمبر، 2024 5:14 ص

يوماً بعد يوم تزداد الأمور تعقيداً وشكاً , ويصبح من الخزي والعار لنا ألا نعيد النظر والتمحيص في كل ما نتبعه من  أراء ومعتقدات وسلوك في حياتنا الخاصة والعامة ضمن نطاق المجتمع الذي نعيش فيه كبشر , ومع ما تتطلبه المصلحة الشخصية من العيش بأمن وسلام و طمأنينة لنا ولأحبائنا وفق معايير نضعها نحن أو ربما يفرضها علينا المجتمع أو نتوارثها لكي نتعامل بها مع الأفراد الاخرين , على أن لا تكون هذه المعايير غير قابلة للتحديث والأضافة أو الألغاء , لما تقتضيه الظروف والمصلحة كما اشرت سابقاً , ولما فرضته الأحداث التي نمر بها في العراق خصوصاً , أو في العالم العربي او الأسلامي أو الشرقي عموماً , لابد من أعادة النظر في أغلب الأمور وحصرها ووضعها ضمن اطار التحديث وتفضيل المصلحة الشخصية والعامة في حفظ ما تبقى من الارواح نتيجة النزيف الدائم للأرواح بلا داعٍ أو سبب أو حتى من دون الوصول الى النتيجة التي يخيل لنا جميعاً الوصول أليها , فبعد ما فعله من يدعون الاسلام ويطبقون أغلب نصوصه التي نقلها الثقاة أو الغير ثقاة عن علماء الامة الاسلامية المختلف في أمرهم أفراد عصابة داعش أو داس من حرق وتنكيل بجثة الطيار الاردني معاذ الكساسبة ومن طريقة بشعة لا يمكن لأحد تصورها ,أشعلت في دواخلنا شكوكاً بل و حتمية أن الشعور الأنساني لدينا ولدى جميع أفراد من يسكن الجزء الشرقي في هذه المعمورة قد اصبح مهدد تماماً وأننا قد ننعى يوماً أنسانيتنا لذا فقد اصبح من الضروري جداً اعادة النظر الى ما قد أوصلنا الى هذا الحد , وأعلان ثورة أنسانية حقيقية بعيداً عن الشد والجذب في مراجعة التأريخ الأسلامي والبحث عما أذا كان القتل حرقاً وتنكيلاً قد جاء من ضمن مفردات التأريخ الاسلامي من عدمه ثم نجد انفسنا قد أيدنا تماماً ماجاء به هذا التصرف وأصبحنا نبحث عن مبرراً في التأريخ القابل للتأويل دوماً على ألسنة شيوخ الدين المنتفخين بالمال والجاه والذين ذهبوا بنا بعيداً عن أصل ما جاء به الدين من خدمة للأنسانية لا عبئاً عليها , لذا فهي ليست دعوة لترك الدين أو ماشابه , بل أنها دعوة صريحة وواضحة لجعل الدين ملازماً للقلوب والمساكن , ظاهراً في التصرفات والاخلاق والعمل الجماعي , بعيداً عن كل الخلافات التأريخية والقديمة التي لا يمكن أن يفصل فيها بشراً مطلقاً بل هي عند الله يوم تشخص عنده الابصار , دعوا كل شيء من المراءاة والكذب والتزويق في الدين وأجعلوه ملء صدوركم وعند ربكم , لكي تربحوا وتحفظوا أرواحكم التي تزهق كل يوم من أجل من يدعون أنهم يدافعون عن دين الله , هؤلاء الذين أعاثوا في الارض فساداً , وأزهقوا البلاد والعباد , أولئك الذين لايمكن أن يوصفوا بانهم بشر أبداً , فكم منهم من تغطى بعباءة الدين ولكنه تورط بقتلكم وسبى اعراضكم أو سرق أموالكم , أنها قتنة عظيمة أيها القوم , فكيف لكم بالخلاص منها , الا بالعقل والتفكير و توجيه ابنائكم وأهلكم بأجتنابها , ربما هي مرحلة أنتقالية فقط , ولكنها ضرورة ملحة , فقد تمكن منكم من كان يخشاكم يوماً وأصبح يدس لكم بحجة الدين ألاف الفتن والمصائب فتمضي بكم لما فيكم من طيبة و غيرة وحمية , وتأخذكم شر مآخذ تجعل منكم أداتاً تبيدون بها أنفسكم ,
أدعوكم اليوم أن تشاهدوا مقطع الفيديو الذي بثته عصابات داعش لحرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة , و تمهلوا أنفسكم الوقت الكافي للتفكير في ما نحن عليه , وأن تراجعوا بذاكرتكم جميع المجازر التي حصلت قبلها في العراق وسوريا ومصر والسودان وليبيا واليمن وتونس وفي كل مكان , فكروا كثيراً بلا ضغوط وبلا وعاظ كذبة , تذكروا أيات الله لوحدكم وتمحصوا فيها بلا تفاسير عدة , حتماً ستتوصلون الى نتيجة جيدة يمكنها ان تغير من واقعكم , كونوا مؤمنين بالله فقط ودعوا الكذب لأهله الذين سيهلكوا اليوم أو غداً …