18 ديسمبر، 2024 9:56 م

الدول العربية مبتلاة بدولتين إقليميتين عدوانيتين , تحيطان بالعراق وسوريا , وما أصابهما من جراء تدخلاتهما وتحالفاتهما مع قوى عالمية للنيل منهما.
فما أصاب العراق وسوريا لهما دور كبير فيه , فهاتان الدولتان الإقليميتان , على عداء مستمر مدى التأريخ , ولديهما أحلام إمبراطورية , ومتنافستان على الإستحواذ على الدول العربية وخصوصا العراق وسوريا.
فتوجهاتهما تتركز خارج الحدود , ولا يمكنهما أن تهجعا داخل حدودهما وتهتمان بشؤونهما الداخلية وبناء الوطن والعمل على رفع مستوى معيشة المواطنين.
إنهما البلاء الوخيم الذي أبتلي به العراق وسوريا , وهكذا تجدهما في منافسة شديدة وقاسية لترسيخ وجودهما في الدولتين المنكوبتين بجيرتهما , وهما دولتان مسلمتان , لكنهما متعاديتان فيما بينهما , وتعبران عن عدوانية سافرة تجاه الدول العربية المجاورة لهما.
فهل هذا حق الجار على الجار في الإسلام؟!
ما أصاب العراق بسببهما , وبتعاونهما الفاضح مع القوى التي داهمته , ولولا تسهيلاتهما لما حصل الذي حصل.
إنها محنة جغرافية وتأريخية , وما إستطاع نظام حكم فيهما أن يفكر بطريقة أخرى ويستوعب معنى الجيرة وعدم التدخل بشؤون الآخرين , بل أنهما يتصوران أن العراق وسوريا من أملاكهما المشاعة , وأنهما الأحق بهما من المواطنين فيهما.
ويعطون الحق لأنفسهما في التفاعل المطلق معهما , وفقا لما تقرره مصالحهما وأطماعهما العقائدية والمذهبية , وبهذا تستثمر القوى الطامعة بالعرب.
ولولاهما لتمكن العرب من تقرير مصير الحاضر والمستقبل , ولتماسكت أمتهم وكانت ذات قيمة إقتصادية وعلمية.
كما أن الدولتين العربيتين فشلتا في بناء نظام حكم دستوري راسخ , له قيمة حضارية متواصلة ومتفاعلة مع الزمن.
فهل سترعوي الدولتان , أم سيبقى ناعور الويلات يدور؟!!