18 ديسمبر، 2024 1:59 م

دم الشهيد الحكيم ثورة تتجدد فينا

دم الشهيد الحكيم ثورة تتجدد فينا

يقول ذو الاختصاص العسكري والميداني الجهادي ( ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ قبل الجنود ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ في الصفوف الأمامية للمعركة وأن القضية قضية وطن وأن المعركة مقدسة ) وهو المنطق الصحيح والذي يتقبله العقل قبل الضمير والرأي فكل الشعوب الخيره والمؤمنة بقضيتها الحقه تنظر الى قادتها الشجعان وتستمد منهم القوة والعزيمة والصبر والثبات على المبادىء والقيم وخصوصا اذا ما كان القادة اصحاب عقيدة وشخصية فذه وورع وشجاعة واقتدار وعمق في الادراك ورؤيا سديدة واصحاب دين وضمير وانسانية فاكيدا ستخلدهم شعوبهم في كل الظروف وتقادم السنون والايام .

لذلك نرى ان الدهر يشح علينا بين الحين والاخر بقادة افذاذ لهم مكانتهم وثقلهم في حياتنا العامة وفي كل مجالات الحياة فالقائد المقتدر والرمز الجهادي وصاحب السفر الخالد والطويل تراه لا يبقى كثيرا بين المجتمع ويرفعه الله الى جنابه وهذه سنة الباري بين عباده ( ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم ) وهي قاعدة الاهيه ثابته لانه العشق بين الخالق والمخلوق ولكن يعز علينا ان نفتقد قادتنا المجاهدين لاننا احوج ما نكون لهم ولرؤاهم وحلولهم ودعمهم المعنوي الكبير ومن هؤلاء القائد الذين لا يمكن للتاريخ ان ينساهم او يهمل ذكراهم هو اية الله العظمى السيد المجاهد شهيد المحراب محمد باقر الحكيم ( قدس) والذي ارعب طغاة عصره ولا زال يشكل نقطة مرتكز لاتباعه ومحبيه حيث يستلهم كل ابناء الشعب العراقي وبكافة طوائفه والمجاهدين وابطال المقاومة الاسلامية في العراق كل معاني الحكمة والصبر والاقتدار والقوة وملاحم النصر وصوره لانه من صلب رحم معاناة الشعب العراقي .

من ذكرى الشهيد الحكيم ( قدس) نستلهم بكل عزيمة وفخر اروع معاني البطولة والايمان بالله تعالى فهو صورة من صور الاسلام المحمدي الاصيل المجاهد وهو الخط الفاصل بين محور المقاومة الاصيلة وبين جانب الكفر والطغيان منذ ايام تسلط البعث الكافر واجهزته القمعية الى الان اننا عندما نستذكر بالم ولوعة ذكرى شهادة السيد الحكيم ( قدس) انما نستذكر تاريخ وحاضر ومستقبل حافل بابهى صور البطولة والقوة والثبات على العقيدة من اجل الدفاع عن الدين والعرض والوطن فلا مجال للتراجع عن المبادىء الحقه والسامية مع الحكيم قيد أنملة وأن المجاهدين الذين كانوا معه ولازالوا سائرين على دربه لا يمكن ان يتراجعوا إلا بالنصر المبين على كل اعداء الانسانية والاسلام الاصيل والمذهب بدأ من الاحتلال الامريكي ومرورا بزمر وعصابات البعث الكافر انتهاءا بالجوكرية والارهاب الداعشي .

في بعض المواقف تكون السنة الإلهية في موت القادة العظماء ومنهم قائدنا الحكيم ( قدس) هي أبراز كفاءة وقدرات المجاهدين الآخرين وأفساح المجال لهم لاستكمال الإنجاز وأظهار قدراتهم فان ما رسمه الحكيم لنا ولكل انسان شريف مؤمن بعقيدته واهدافه من طريق جهادي ثوري لا يمكن ان ينتهي او يتبدد ويصبح سراب على العكس مات الحكيم جسداً وتقطعت اشلائه ولكنه بقي ثورة ونور ينير لنا ولكل المجاهدين الابطال دروب الحق والحرية والثبات على الدين والمذهب فالخالدون لا يموتون انما تبلى اجسادهم ولكن ارواحهم باقيه معنا تلهمنا وتلهم كل الاحرار العزيمة والقوة .

أننا عندما نحيي او نستذكر شهادة قائدنا باقر الحكيم ( قدس) انما نستذكره لامرين الامر الاول هو لشخصه العزيز والغالي على قلوبنا والامر الثاني هو لتشكل ذكراه حافزاً لنا فهو مصدر للحماسة ومنبع للصبر والمثابرة والبطولة والثبات ومنهج للاقتداء وعامل لتحقيق العزيمة والإصرار على النصر وزاد للاستمرار والمواصلة وأساس للسير على منهجه الكريم والمعطاء .

ومن هذا حري بالشعب العراقي الغيور أن ينكب على سير قائد فذ وشجاع مثل الحكيم لانه قائد ومرجع عظيم يجب ان تدرس معالم حياته وجهاده وسفره النضالي ضد البعث الكافر واجهزته القمعية كما يجب ان نقف طويلاً لنتأمل سيرة بطولاته وخطبه وافكاره ودعواته الوطنية للوحدة ورفض كل صور ومخططات الاعداء والاحتلال الامريكي الصهيوني فالحكيم كان ولا يزال فكر وفهم ومنهج حيوي فعال ووطني شجاع ومؤمن وهو سبيل لنجاة شعب باكمله لو سار واستكمل مسيرته الخالدة والعظيمة التي سعى لتحقيقها وهو القضاء على اعتى طاغية عرفه التاريخ نظام البعث وزمرته كما ويجب على المنصفين والمؤمنين وبشتى مواقعهم وتوجهاتهم استكمال ما اراد الحكيم ( قدس) وهو انهاء واستئصال غدة البعث الكافر وايتامه وازلامه وكل من يروج لزمن البعث وطاغيته من الجوكرية والبعثيه وعملاء السفارة الامريكية فهم خطر علينا ولا ينتهي الا بقلعه من جذوره بصورة كاملة دون تردد او شفقه او رحمه لانهم ادوات الشيطان الاستكباري الصهيو امريكي الخليجي .

فلا يتصور اي احد عاقل ومدرك ان وضع العراق سيستقر بوجود ايتام البعث الكافر وعصابات الجوكر الامريكي والالحاديين والعلمانيين ومدعي التحرر والفسوق ونشر الرذيلة والفساد واللواط والشذوذ في عراق الانبياء والاوصياء والصالحين وان اقل ما يمكن ان يفعل هو السعي الجاد لتفعيل قانون اجتثاث البعث الكافر وتطبيقه حرفيا في كل مجالات الحياة ليكون رادع لكل خوان وجبان وملحد فاسق وحتى نسترجع صور الجهاد والعزيمة والثبات على القيم والاهداف النبيلة وحتى نحقق لعراقنا وكما تمنى واراد قائدنا الحكيم ( قدس) الخير والرفعة والصلاح والحياة الكريمة واحترام الفرد وتطلعاته ولعيش كريم مقتدر ولكي تبقى جذور الثورة فينا ما بقي الدهر ولنعمل على ان لا تمر ذكرى استشهاد الحكيم ( قدس) مرور الكرام بل لابد من استثمارها جيداً لتحقيق الاهداف الاسلامية السامية ونصرة محور المقاومة والممانعة والحشد الشعبي المقدس والذي هو امتداد لفكر وثورة الشهيد الحكيم ( قدس) :
والمجد أن تهدي حياتك كلها
للناس لا برم ولا إقتار .