18 ديسمبر، 2024 8:06 م

دروس ((كورونا ))… و أمتحان سياسيينا….

دروس ((كورونا ))… و أمتحان سياسيينا….

الازمة الوبائية التي هزت العالم بأجمعه وجعلته يغير في كل مايملك من ادوات ووسائل وأمكانات ويستفر للتصدي لها ويعالجها … وكما نقرأ ونشاهد ونتابع خلال ايام انعزالنا في بيوتنا وفرض منع التجوال الذي اضطرنا ان نقرا ونتابع بشغف حصاد الاخبار والتقارير والتحليلات اليومية ونشاهد المراسلين وهم يلبسون الكمامات والقفازات واجهزة الوقاية لمتابعة آخر التطورات الصحية في العالم فصرنا نهتم بأسفل الشاشة للتلفاز لنشاهد احصاءات الموتى والمصابين وحالات الشفاء التام والجزئي ونتابع ايضا المشاهير الذين اصابهم هذا الوباء القاتل الذي لايعرف صغيرا ولا كبيرا ولا مسوؤلا ولا مواطنا عاديا ولا أميرا اوحقيراً لا طبيبا أو متطبباً دولاً عظمى أو بائسة متقدمة او متاخرة مؤمنة وكافرة ألغيت بسببه التجمعات والصلوات في المساجد والحسينيات والكنائس والمعابد وكذلك حرمت المؤتمرات الصحفية واللقاءات والاعلام استنفر كل امكانياته وطاقته القصوى لتغطية هذا الحدث الهام الذي صار الحدث رقم واحد في سوق الاخبار….
المساعدات الدولية في الغذاء والدواء واللقاحات بين الدول الصديقة وحتى المتعادية صارت تنهال ودعت المنظمة الدولية الى تخفيف حدة الصراعات والناس في كل مكان احست بالمخاطر وبرزت انسانيتها لشعوبها اولا ولجيرانها واصدقائها ووقدمت كل مايمكن ان تقدمه للطبقات المتضررة من جراء تطبيق فرض الحظر وخصوصاً العوائل المسحوقة من الكادحين والذين يعيشون على قوت يومهم من الفقراء و من تضرر من جراء منع التجوال الذي فرضته الظروف الصحية للبلد والذين عليهم ادارة البلاد وشؤون العباد ومصالح الناس ان يفكروا كيف يمكن للدولة مساعدة هذه الشرائح المتضررة وعندما نشاهد اونسمع او نقرا تخصيصات الدول لرعاياها ومساعدتهم لشعوبهم وانتظرنا ان تبادر الحكومة العراقية بقرار تسد به رمقهم وحاجتهم ولكن دون جدوى لم نسمع سوى تسويفات وانتظارات وتصريحات وتوصيات …والحمد لله حين نسمع السياسيين وهم ينصحون الحكومة بهذا الشان …ولكن لا حياة ولا حياء لمن تنادي …
كنا نتصور ان الوباء سيعطينا الدرس الاكمل في امتحاننا الصعب هذا ويجعل من مسوؤلينا وساستنا الذين يخافون الله… وكبرائنا الذي جعلهم الله خلفاءه في الارض ان يكونوا اكثر انسانية واكبر تضحية واعمق انتماء والتصاقا بالوطن والناس… لكنهم اثبتوا لنا وللعالم اجمع انهم على استعداد لحرق البلاد وموت العباد من اجل تقاسم الغنائم والحصص الوزارية والفوز بكراسي السلطة والحكم ….
ولم يتقدم واحد منهم بمشروع او مبادرة او دعم والملوك والرؤساء يتبرعون لشعوبهم والمسوؤلون يخفضون رواتبهم وبعضهم يتنازل عن راتبه وفنانون ومبدعون ومشاهير في كل المجالات ومنظمات تتبرع ….ومسوؤلينا الاكارم المحترمون لا يحركون ساكناً بل نسمع بأنهم يجتمعون أجل يجتمعون ….ولكنهم لايجتمعون من أجل دعم البلاد وخروجها وهي تواجه وباءً كارثيا وأزمة اقتصادية خانقة تهز الكبيروالصغيرويعلمون جيداً بأنهم السبب الاول والاخير والاساسي لكل ازمتنا بسبب سياساتهم الفاشلة وفسادهم الاعظم لكنهم يجتمعون رغم كورونا ويقيمون المآدب الكبرى ويسهرون للصباح من أجل تعيين رئيس وزراء جديد من أحزابهم بمواصفات أرتباطاتهم وتوابعهم ولا تهمهم ازمات البلاد وموت العباد ولا شيء يعلو خطاباتهم وصراخ فضائياتهم وابواقهم ومانشيتات صحفهم الضالة … ……
……..