22 ديسمبر، 2024 8:28 م

درس في العلاقات العامة

درس في العلاقات العامة

كلمة( آسف او متأسف) كلمة بسيطة مكونة من مقطعين ولكن اثرها الايجابي هائل جدا ومع ذلك ليس من الواضح لدى الناس سبب تردد المرء في تأسفه واعتذاره عندما يخطأ.
و لكي يكون وقع الكلمة فعال ومؤثر يجب ان تقال بسرعة ومن القلب وبدون تأخير كي لا تفقد تأثيرها الايجابي.
يستوجب على كل من مسؤول اعلامي معني بالعلاقات العامة مثل المسؤول الاعلامي السابق شون سبايسر في البيت الابيض و المدير التنفيذي لشركة طيران يونايتد الامريكية اوسكار مونوز يستوجب عليهما الان دخول دورات دراسية لتعلم اصول الاعتذار . حيث جاء الاعتذار الصادق من مونز بعد مرور يومين على حادث اجبار مسافر على خطوط طيران يونايتد للتخلي عن مقعده والانتقال الى رحلة اخرى على متن طائرة اخرى.
فقد قال مونوز انا متأسف من الاعماق للحادث المؤسف الذي حصل للمسافر وقال ان الخطوط تتحمل كامل المسؤولية لما حدث.
ولكن التأسف جاء بعد بيان سابق صادر عن الخطوط ذاتها وقد دافعت فيه الخطوط عن تصرف رجال الامن في الطائرة قائلة ان رجال الامن كانوا مضطرين لان المسافر كان ينوي العراك مما جعل كلمة (متأسفين) التي تفوه بها مونز لا تبدو صادرة من القلب.
لو جاء اعتذار مونوز ساعات بعد الحادث لكان قد قام بدور علاقات عامة بشكل افضل بكثير. ولكن اضطر اخيرا الى قول ذلك متأخرا ذلك . مما ادى ذلك الى هبوط كبير في اسعار اسهم الشركة وغضب الملايين من الزبائن .

كذلك فعل المسؤول الاعلامي للبيت الابيض شون سبايسر ببيان اوضح فيه خطأه عندما ذكر بانه حتى هتلر لم بلجأ الى استخدام الاسلحة الكيماوية كما فعل الاسد.
من المرجح انه ارتكب خطأ و انه اكيد لا ينكر مجازر هتلر ولكن لا يوجد في البيان أي ذكر للاعتذار ربما هذا في الحقيقة زاد الطين بلة ولكنه بشكل غريب اعطى انطباعا ان الملايين الذين ماتوا في غرف غاز هتلر لم يكونوا كلهم ابرياء.
مما اضطر سباسير الى الظهور شخصيا على( الس ان ان) والاعتذار وذلك عندما ازداد غضب الناس على فعلته تلك.
قال ما نصه” بالخطأ اشرت بشكل غير مناسب وبدون احساس الى الهولوكوست”,
مثل هذا الاعتذار السريع والكامل نادر ما يصدر من شخصية عامة خاصة من مسؤولي البيت الابيض ويطرح السؤال الاتي : هل هذا سيؤثر على مستقبل سباسر الاعلامي؟

يعيش السياسيون في رعب دائم ومهلك كي لا يقول ابدا كلمة متأسف لان ذلك يوحي بانهم على خطأ. ومن عادات الناس الاقوياء كالسياسيين انهم لا يرغبون ان يراهم الناس وقد تراجعوا عما قالوه.
ولكن دعوة مركز ( ان فرانك ) المهتم بجرائم النازية الى طرد سبايسر مباشرة اضطرت هذا الاخير الى الاعتذار. وهو امر ربما يعتاد عليه ويتطلب منه تعلمه وتفاديه.
الاعتذار هو ليس كلمة تأسف تقال عد الحدث وإثناءه بل هي ممارسة علاقات عامة تتطلب دقة تقدير كي تبدد غيوم ضعف او انقطاع الاتصال بين ممثل المؤسسة والمتعاملين ثم محاولة استئناف الاتصال بما يناسب ذلك من وقت ومكان وطريقة