فرنسينس بيكون : (1561 – 1626) ميلادية , فيلسوف ورجل دولة وكاتب إنجليزي , معروف بقيادته للثورة العلمية عن طريق فلسفته الجديدة القائمة على الملاحظة والتجريب , وهو أبو التجريبية ومن رواد رفض منطق القياس لأرسطو.
برتولت بريخت : (1898 – 1956) ميلادية , كاتب ومخرج مسرحي ألماني , ومن أهم كتاب المسرح في القرن العشرين , ومن المعجبين ببيكون , ويتفق معه في نقد منطق القياس.
الدجاجة قتلت بيكون وألهمت بريخت مسرحية عبّرت عن القول بأن البشر يتمسكون بالسائد الشائع ويرفضون الجديد , وواجه الدوغماتيين بعقلانية ذات براهين دامغة.
وقصة الدجاجة أنها ماتت أثر صدمها بالزلاجة , فقرر بيكون تفريغها من الأحشاء وحشوها بالثلج , وصمدت لعدة أيام في بيته , لكنه مات أثناءها بسبب ما أصابه من برد , وحاول مساعده أن يتواصل بالتجربة كما أوصاه , لكنه وجد نفسه أمام طبيب يريد إقناعه بأن الثلج يمكنه الحفاظ على اللحوم طازجة , لكنه أبى أن يصيخ السمع له , فطبخها وأكلها , فوجدها كأنها طازجة.
والكثيرون في المجتمعات المبتلاة بالدجل والضلال والجور المشرعن , والتبعية والخنوع والتقليد لشخص معمم بالأباطيل , ويضع فوق رأسه تاج التقديس , لا بصدقون دجاجة بيكون , ولا يرون أن الثلج يمكنه ان يحفضها من التفسخ , فهم يريدون قتل الدجاج وأكله فورا أو ربما حيا.
وفي ذلك تعبير عن توحشهم وتجلمدهم (من الجلمود) , ففي رؤوسهم حجر , فلا تسأل عن العقل , ولا تتوهم أن الجمجمة تقبض على دماغ , وهم ينتشرون في أصقاع الويلات والتداعيات المتنامية في مجتمعات منكودة بالكراسي والعمائم , وثرواتها نقمات عليها , وبشرها يحسب من صنف الحشر.
فهل لدينا دجاج يبيض؟!!