23 ديسمبر، 2024 3:08 م

داعش في الموصل .. مؤامرة دولية إقليمية.

داعش في الموصل .. مؤامرة دولية إقليمية.

حرب الإستنزاف التي مارسها تنظيم داعش الإرهابي، مع قطعات الجيش العراقي؛ تفجير هنا، وآخر هناك، عمليات نوعية في جميع محافظات العراق شرقاً وغرباً وجنوباً وفي الوسط، جميعها تنفذ باسم داعش!، تركزت تلك المجاميع الإرهابية في المدن السنية وجعلت منها حواضناً، كون سكان تلك المدن، على الأغلب لا يكنون لتلك الجماعات أي خلاف عقيدي، مما يجعلهم ينثنون بيسر أمام الإرهاب. تلك المجاميع الإرهابية؛ كانت تعمل وفق خطط إستراتيجية، لإستغفال وإستنزاف القوات الأمنية، في المدن الغربية، من تركيز هجومها بأعداد هائلة على مدينة الموصل، فقد كان عديد الدواعش في الأنيار كبيراً جداً، مما أعطى صورة مخادعة لضيقي الأفق الإستخباري، بأن داعش رمت بثقلها على تلك المدن! بالرغم من أن المعلومات الإستخبارية التي وصلت الى وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي قيل أيام؛ تتحدث عن تجمعات للإرهابيين في صحراء الموصل، بأسلحتها وعجلاتها، إلا أن القوات الأمنية العراقية لم تتخذ أي إجراءات إستباقية، ولا حتى دفاعية، مقابل ذلك التحشيد الداعشي! حتى تفاجأ الجميع بين يوم وليلة، بدخول قوات داعش الى سائر أقضية ونواحي وحتى مركز مدينة الموصل، مع إنهيار كامل للمنظومة الأمنية التي تتضمن 52,000 ألف مجند، مما يلفت ذلك الأمر أذهاننا الى نظرية المؤامرة! كيف حدثت نكبة الموصل؟ وأين عمل الجهد الإستخباري؟! وكيف هرب كبار قادة الجيش؛ كمبر وغيدان، وتركوا خلفهم مدينة برمتها، تستباح من قبل وحوش الصحراء الكواسر؟! وأين تلك الوطنية التي كان يتبجح بها هؤلاء هم وقائدهم الملهم!
في المقابل، ما تلك القوة والتمويل التي يمتلكها تنظيم داعش، حيث أنها تقاتل وبشراسة في سوريا، وبذات المطاولة والعمل المتقن والممنهج؛ تضرب في أعماق المدن العراقية! كما يبدو أنها ترمي الى خلق بؤرة آمنة لها في الباحة الخلفية لسوريا؛ في مدينة الموصل، فقد كان عملها في مدن الأنبار وصلاح الدين، يهدف الى إشغال القوات الأمنية العراقية! رئيس الوزراء العراقي من جانبه؛ تحدث مذهولاً عن التقنيات التي تستخدمها عصابات داعش، متهما جهات أجنبية وراء تدريبها وتوجيهها ورفدها بالمعلومات الإستخبارية! غموض كبير يلف قضية سقوط مدينة الموصل بيد الإرهابيين، مما يبدو أن ثمة مؤامرة تحاك ضد الشعب العراقي، تسترعي الحذر الشديد منها. كما ينبغي إستنفار كافة الجهود الإعلامية والسياسية والعسكرية، من أجل معالجة تلك الظاهرة، بصورة مدروسة ومتقنة، كي لا نكون ضحية لألاعيب الإستخبارات الدولية والإقليمية، التي تتربص بالعراق وشعبه.