الطائفية إضطراب سلوكي خطير يصيب البشر في كافة المجتمعات وعلى مر العصور , وتلعب التأويلات والتفسيرات الدينية دورها في إطلاق جذوته وتعزيزه عبر التكرار وتوالي الأجيال.
وهو حالة من التشويش والتشويه للسلوكيات المنتظمة المتعارف عليها بين البشر , فيتحقق عدم الإنتظام بأنواعه ومعطياته.
ولا يُعرف الدافع الحقيقي لميل البشر نحو الطائفية , لكن البعض يرى أن العدوانية الكامنة تجد لها ما يسوّغها , للتعبير عن طاقتها ومنطلقاتها فتتخذ من الطائفية وسيلة لتبرير هذه العدوانية السافرة الفتاكة.
ولا يخلو دين عرفته البشرية من الطائفية , مما يؤكد أنها نزعة كامنة وتجد منافذها في الأديان , بإمتطائها لتأويلات وتفسيرات وفتاوى تغذي العدوان وسفك الدماء.
فالطائفي يرى أنه قد إمتلك الحقيقة المطلقة , والتي لا يعرفها حقا ولا يدري معانيها , لكنه عاطفيا وإنفعاليا ينتمي إلى حالة قد تكون وهمية أو متصورة , تساهم في تأجيج عدوانيته ضد الآخر المفترض أو المتصور.
ومن الممكن الإستثمار في هذه النزعة المروعة وتأهيلها لتكون قوة قاهرة ضد الفرد ومجتمعه.
ومن المعروف أن العديد من القوى وعلى مر العصور قد إستثمرت نزعات العدوان وأدْيَنتها , وأسهمت بتدمير المجتمعات المستهدفة وتحويلها إلى موجودات تأكل نفسها وتقضي على وجودها.
وتلعب العمائم المُسخرة لهذه الغاية عن دراية أو عن غفلة , دورها في تأجيج السلوك الطائفي وأدلجته , وضخه بمعاني منافقة لكي تجني ما ترغب.
والعديد من العمائم لا تدري بأنها تقوم بتدمير ذاتها وموضوعها , لأن عواطفها طاغية وإنفعالاتها متمادية , وعقلها يكون مطية لما فيها من الأجيج الإنفعالي الفتاك.
فهل من دواء يا أمة يعقلون؟!!