انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة الأسماء الوهمية و صفحات الأستهداف الشخصي و الأبتزاز المالي على صفحات التواصل الاجتماعي بالتزامن مع مطالبات الكشف عن ملفات الفساد بحيث خصصت كل جهة متضررة أبواقا تعزف بمقدار ما يتم تخصيصه لها من مساحات للدعم المادي و المعلومة المفبركة ضد نائب هنا و مسؤول هناك والغلو في قذف الناس بالشبهات حد التعرض الى سمعتهم الشخصية، ما يتطلب تدخلا قانونيا من المؤسسات المعنية لمنع السحت الحرام من الاساءة لشرف الرسالة الاعلامية و في احترام خصوصيات بيوت الناس في مجتمع لا يرحم.
لا يجوز تحويل كل أشكال الغيرة الشخصية أو العقد النفسية مع وزير أو نائب الى سجال اعلامي لا تراعى فيه حقوق الله في خلقه و كرامات العوائل و سمعتها، لأن الحديث في بعض الصفحات يصل حد كسر العظم الشخصي برغبة الاساءة لا الاصلاح، وبوسائل مبتذلة منها ” الفوتوشوب ” أو نقل التهمة من شخص الى أخر حسب المزاج باستنساخ سيء جدا لما كان يٌطلق عليه ” صحافة الفضائح”.. قدرة على حشر الأنوف في كل الثقوب المظلمة للنيل من سمعة الأخرسياسياً وطائفياً حد التدخل في الشؤون الأسرية، بينما يقول الله في كتابه ” اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين”.. آية كانت معلقة خلف المحققين في دوائر الأمن لكن البراءة من المستحيلات!!
و لا يجوز مرة أخرى السماح باعتبار أسرار الناس و سيلة للتشفي أو اسعاد الذات المريضة، مثلما من المحرم شرعا و انسانيا التجني على الناس بسبب المظهر أو الشهرة أو ما أنعم الله به على البشر، فكسر الزجاج سهل لكن اعادة تجميعه أقرب الى المستحيل و الحال ينطبق بالتمام و الكمال على سمعة الناس و أسرارهم و خصوصياتهم التي يمنع القانون التعرض لها بدون قرائن ثابته بينما يستغل ” مغامرون” الفضاء المفتوح لمهاجمة هذا النائب أو ذلك المسؤول نيابة عن أيادي تعلمت النهب و الدفع بوقت واحد.
و لا يجوز مرة ثالثة و رابعة السكوت على هذا الأسلوب الخطير لأنه يمثل الفساد بكل أشكاله، فهو يقف حائلا دون فتح ملفات النهب و السلب المنظم للمال العام و مفاقمة معاناة المواطنين، مثلما يسعى لهدم قيم اجتماعية خطيرة من بينها أسرار الناس و سمعتهم، خاصة عندما يكون المستهدف أمرأة غامرت بالخروج عن صمت الرجال في قضايا تخص آهلها المحرومين من خدمات أو موارد.. أو يكون الضحية نائبا قرر مخالفة كتلته بجريمة التثقيف الطائفي، عندها تظهر الصفحات الالكترونية مثل ” الفطر في الصحارى غير منسقة بالمكان ولا مرحلة
النضوج”لتبدأ رحلة البحث في المهملات لتحقيق رغبة الانتقام و ما أرخصها من مهمة..ما لان البناء على الصحيح خيار سليم و مجافاة الحقيقة حلم صغير يمثل جريمة حرب.. فكلمة السوء أحد أنواع الارهاب و قد يكون مفيدا شمول العابثين بأسرار الناس بهذا المفهوم لان حرية المرء تتوقف عندما تلامس حقوق غيره.
هل من المنطقي تعليم الناس على الخطأ و اجترار الفضائح حد سرقة البيانات الشخصية و استخدامها بعمليات ابتزاز مالي، لأن فلان يزعج فلان أو لأن ملابس السيدة ص تجرح مشاعر النائب س، ولو أني أعترف بان توظيف مفردة جرح المشاعر يعبر عن نصف الحقيقة، فهناك غرائز نفسية تقترب من العلف الحيواني، ثم لم يكن غاندي مسلما لكنه نشر العدل على الأرض، بينما لم تمنع مانديلا بشرته السوداء للمطالبة بالمساواة بين البشر، بينما الكثير من العلامات المميزة الدينية عندنا تستغل بالمكان الخطأ.
صحيح أن المجتمع تتفشى فيه الشائعات والافتراءات والخزعبلات بشكل ملفت لأسباب من بينها تأسيس شركات سياسية لـ ” شراء الذمم”لذلك حالما يبدء الحديث عن اثارة قضية فساد في دائرة ” دسمة بالموارد و الخدمات ” تخرج في اليوم الثاني صفحات تنبش بماضي الشخص حتى لو كان من داخل الكتلة ، لكن الصحيح أيضا أن محاربة الفساد تحولت الى جريمة بينما لا يستحي الفاسد من دفع المال لتشويه سمعة الأخرين.. مهمة نحتاج فيها الى تدخل الاعلاميين و الصحفيين يتقدمهم الزميل مؤيد اللامي لأن شرف المهنة في خطر حقيقي بينما لا أحد يتوقف عند حرمة قذف الناس بالشبهات لاسكات صوت الوطن كي يعلو ضجيج الخراب..