23 ديسمبر، 2024 2:53 ص

خطط النجف: الجغرافية الاجتماعية

خطط النجف: الجغرافية الاجتماعية

خطط النجف: الجغرافية الاجتماعية [9]
عگد شايع – محلة البراق
عگد شايع
من عكَود البراق القديمة، سمي “عگد شايع” لقدم بيت شايع، وشهرتهم في الحياة الاجتماعية والحراك في العگد؛ ويسمى- أيضا: عگد الزنجيل، وعگد بيت الساعاتي، إشارة الى الشيخ عبد الحسين بن عبد المحمد الكرماني الساعاتي ، الذي تعهد ساعة الحرم العلوي منذ دخلت الخدمة 1305/ 1888، واستمرت صيانتها في يد ذريته من عبد الرزاق، وولده محمد كاظم حتى ضياء الساعاتي، الذي أخرجته الأوقاف سنة 1985.
قال اسماعيل العبايجي: في (عگد شايع) ولدت وأبي وجدي في دار طاعنة في السن، سقف غرفها من جذوع النخيل؛ اما جدار الدار فهو آيل للسقوط، لولا جذع كان يسنده، وفي وسط هذا الجذع تجويف، يعيش فيه ثعبان يزدرد كل عصفور غافل، يحط عند فوهة هذا التجويف اوالدهليز؛ اما الوالد فكان يحذرنا ان نتعرض بالأذى لذلك الثعبانِ، وكان يقول: انه واحد من أفراد هذا البيت، طالما نحن في منأى عن اذاه. وعگد شايع يفع بين شارعي الرسول والصادق:
ما بين شارع الرسول المصطفى وشارع الصادق نال الشرفا
زقاق لابن شــــايعٍ قد عــــــرفا في خدمة المولى كفاه ما كفى
و(شايع) هو والد المرحوم علاوي شايع، الذي سمي العگد باسمه، لوجاهته وشخصه المهاب من كل من سكن هذا العگد، وهو أحد خدام الحسين، وله صيت حسن على صعيد النجف، كل النجف، وقد أسس عزاء مشق وتطبير، ويقود موكب التطبير في صباح عاشوراء، ذاع صيته، [وله علاقة مع العلماء، وبخاصة المرجع السيد محسن الحكيم، وله دور في السياسة والصدامات التي تنتج عنها]. وحقيق بالذكر ان المرحوم علاوي شايع خلّف نجلهُ الحاج حسين، سار نهج ابيه ولا يزال هذا العزاء تقام طقوسه بإدارة حسين شايع الذي لا يختلف من المرحوم والده اداء واقتدارًا.
اما البيوتان وأسر هذا العگد، ابتداء من مدخله من شارع الصادق، فهو يبدأ من بيت رفيع الشان، هو اسرة السيد عبد الله الحكيم، واولاده: عبد الرزاق، ومهدي، وعبد العالي، وزهير [مكي]؛ يقابل هذا البيت مدرسة يسكنها طلاب الحوزة، وبعدها مسجد تقام فيه صلاة الجماعة بإمامة آية الله السيد ميرزا حسن البجنوردي؛ يقابله خان عطارة لآل الشريفي؛ وبجواره منزل لآل الساعاتي، وبعده خان لآل مسعود، يقابله دربونة، في بدايتها منعطفان، في نهايتها أسرتان رفيعتا الشان والمقام والوجاهة، في المنعطف الأول بيت القاموسي، وهم الاخوة الحاج عبد الهادي القاموسي، والحاج عبد الحسين، والأديب الحاج صادق القاموسي؛ وفي المنعطف الثاني بيت سيد إبراهيم الطباطبائي، حفيد المرجع الديني الأعلى السيد كاظم اليزدي. وفي بيت القاموسي كان يقام مجلس للإمام الحسين (ع)، وهذا المجلس لا يغيب عن ذاكرة كل نجفي اصيل، وهو لا يقل شهرة عن مجلس آل بحر العلوم من حيث الحضور المتميز بنوعه وعدده.
ثم نسير قدما وعلى اليمين، دربونة صغيرة فيها آل السباك، الحاج حمد كاظم السباك التميمي؛ وبيت أبو مجيد الخباز، [ بيت رحيم الخباز أبو حمودي]؛ ثم بيت الحاج علوان شمسة، يقابله بيت لآل كبة، وهو بيت الحاج لفتة كبة، ثم بيت الحاج عبد الرضا الرماحي [أبو مكي]؛ بعده دربونة صغيرة، فيها أسرة السادة آل قربة، وبيت الشيخ منيف، وبيت السنبلي؛ وبعده بيت لآل خليفة، عبد علي وسعيد خليفه الذي هو الان جامع البو خليفه؛ تقابله دربونة تسكن فيها أسرة السيد محمد رضا الاشكوري، و[سيد جواد الاشكوري، والذي زوجته بنت السيد ابو الحسن الاصفهاني الموسوي].
[من البيوت القديمة بيت الكرماني، سكنه في القرن (13هـ/ 19م) الشيخ عبد الحسين، وأولاده: عبد الله، وعبد الكريم، عبد الرحيم، عبد النبي، عبد المحمد]، ومن ثم أسرة الوجيه المرزة عباس الكرماني، واولاده: الاستاذ محمد علي، ومحمد رضا الكرماني، ومحمد حسن ابو وجدان؛ يأتي بعده بيت المرحوم العباسي [من أحفاد الشيخ موسى العمران]، والد الحاج توفيق العباسي، والمغدور إياد [قال مهدي صاحب المقرم: الشهيد اياد الذي ألقي القبض عليه مع ابن خالي سيد غني محمد رضا، وابن خالتي عبد الخالق بن الشيخ كاظم، وعلي حبيب خبط العباسي، من قبل مفارز الامن الصدامي، ونفذ بهم حكم الإعدام في حوض من التيزاب سنة ١٩٨٣، ووضعوهم في كيس بعد ان ذاب لحم أجسادهم، ودفنوا في مقبرة محمد السكران في بغداد.] ؛ يقابله بيت خادم الحسين الشيخ عبد علي الخطيب، ونجله الشيخ حسن الخطيب؛ وكان الشيخ عبد علي الخطيب يشق ويمزق ثوبه ليلة استشهاد امير المؤمنين، وبعده تولاها ولده الشيخ حسين، وبإزاء المصيبة تتوالى عليه النذورات كالأقمشة البيضاء، ويذهب المشيعون الى الكوفة هرولة ومشيا حاملين النعش على الاكتاف.
بعد بيت الخطيب على اليسار بيت الحاج قزموز [الأسدي] وأخيه؛ ثم بيت الحاج علاوي شايع، و[أولاده: ارزوقي ونزار ومحمد حسن وصبحي]؛ ولعل من الواجب أن أقف عند هذا البيت وقفة، اذكر فيها مواقف هذه الاسرة في تبنيها الخدمة لآل البيت (ع)؛ عند مدخل هذا البيت، وعلى اليسار درج يؤدي الى برَّاني، يجتمع فيه كل عام، يوم التاسع من المحرم، أفراد عزاء التطبير، وهناك يستلمون الأكفان والسيوف والقامات، وكان الحاج علاوي شايع يوزع المتطلبات، كل حسب مقامه ودوره في العزاء، بل كان شايع تجاب له صناديق الحلقوم، فيدسَّه في أفواه المطبرين، لتقويتهم أثناء امتشاقهم السيف من فجر يوم الطبك؛ وكان يقام في هذه الدار طبخ وتوزيع الطعام في المناسبات، وخاصة في ليلة ويوم وفاة الإمام زين العابدين (ع)، إذ كانت تلك الليلة تحيى حتى الصباح، وتلهج فيها الصبية: “حجة للصبح حجة، وعيوني ملح حجة”، ويسمونها “الحِجَّة”، وللحاج حسان [ابن شايع] (حُدَيِّد) دور بارز في هذه المناسبة.
في قبال منزل علاوي شايع دربونة، فيها أسرة الحاج عبد الزهرة جلو؛ وأسرة الحاج حسين أبو الزرازير، والد خادم الحسين الشاعر عبد الزهرة أبو الزرازير؛ وأسرة السيد حيدر العذاري، والد السيد ضياء والسيد محمد؛ وبعد هذه الدربونة مقبرة المرحوم القمي، والد المرحوم الشيخ موسى القمي، وجد الشيخ رسول القمي؛ وقبال المقبرة بيت الوجيه هاشم الصراف، والد السيد محمد، والسيد حسن الصراف، وهو صاحب أشهر دكان للصرافة، ومصرفه في شارع الصادق قرب الحضرة، وكان لهذا الرجل دور بارز في تمويل عزاء النجف في كربلاء في مناسبة عاشوراء، وهو من المساهمين في بناء حسينية المشاهدة في كربلاء، والتي نسفها البعثيون في 1991،؛ وقبال هذه الدار دار المرحوم الاستاذ الشيخ كاظم الملكي، والد كل من الأساتذة: أمجد، وأحمد، واسعد، وأرشد، وأجود، ولهذا الرجل مؤلفات جمّة، منها كتابه في الحيوان “المعجم الزولوجي الحديث”.
في الجانب الآخر منزل الحاج عبد الأمير الكيشوان، وأخوانه، وبجواره منزل الحاج حسن الكرماني الصراف، ونجله الوجيه الحاج كاظم الكرماني، وبمحاذاة هذا المنزل منزل السيد سلمان البحراني؛ وأمامه تماما خان السيد أحمد الحكيم من أولاد السيد عبد الله سيد هاشم الحكيم الشيرازي، ابو البزورات؛ وهو الآن مؤسسة إعلامية دينية، بإدارة السيد حميد الحسيني؛ وقبال هذه المؤسسة مسجد صغير يقام فيه مجلس عزاء للحسين في عاشوراء؛ وإلى جنب المؤسسة دار الحاج محمد حسين العبايجي، والد: الحاج الأستاذ إسماعيل [مؤسس فريق الجمهور الرياضي]، وإبراهيم، والحاج كاظم العبايجي؛ يقابله دربونة صغيرة، فيها بيت المرحوم السيد حسن زوين؛ وبيت الحاج محمد غلام الشيرازي، واولاده: جاسم وحسن ورضا الشيرازي، [الذي أسس التكيه الصغيرة في المنطقه باسم “هيئة شباب القاسم”، ومازالت الى الآن تعمل بخدمة الزوار واقامة الشعائر]؛ وقبال منزل العبايجي منزل يعود للحاج محمود الخباز، سكنه الوجيه السيد غني الخرسان لسنين طويلة، ثم استأجره الدكتور السيد باقر الهندي؛ ثم الدكتور عارف القرغلي؛ بجوار هذا المنزل دار صغيرة للحاج محمد التركي [ابو خبز الشكر]، وأولاده: جاسم، ومهدي، وعلاء، ورزاق؛ ثم الى جانبه دار الحاج جابر كريدي، والد: عبد الحسين، ووهاب المشهور بالحلاوة (الدهين) وكان دكانه الصغير في رأس عگد الحمير، ركن سوق الكبير، والكاتب موسى كريدي كاتب الرواية المشهور، والدكتور محمد علي [كريدي طبيب اسنان، قتل في الطريق نازحا من النجف، بعد اخلائها من النظام سنة 1991، وهو زوج الدكتورة سلمى الجلبي، الطبيبة النسائية، التي خرجت معه، ورجعت بدونه]. وينتهي عگد شايع بدار خادمة الحسين الملّة فطم الكيشوان، وهذه الدار ذات واجهتين: واجهة من عگد مسجد الهندي، الذي يتقاطع مع عگد شايع.
ومن بيوتات عگد شايع، بخاصة قبل أن يشرع شارع الصادق سنة 1960، وكان قد فتحه ملك المغرب محمد الخامس إبان زيارته للنجف؛ وكان يقتطع من البراق جزءً كبيرا، وكذلك ان تعدد الساكنين على التوالي في البيت الواحد في أزمنة متعاقبة يزيد من تنوع الأسرات. فمن البيوتات: بيت غازي ابو الزرازير، ابو فاطمة؛ وبيت عمران ابو الزرازير، وأولاده: موسى، حسن، لواء، واحمد (استشهد)؛ وبيت سيد صادق الحكيم؛ وبيت الشرع، وكان يسكنه سيد طاهر (أبو سيد مسلم زعيم الانتفاضة في 1991)، وأخوه سيد فاضل الصايغ العذاري ابو الضريبة؛ وبيت أرشد بن شيخ كاظم الملكي، أولاده: أحمد أمجد أجود أرشد؛ وبيت السيد عبد الله سيد هاشم الحكيم الشيرازي ابو البزورات؛ وبيت الحاج محسن سلمان جبرين الكبير، أبو محمد حسن (مدير بلدية النجف)؛ وبيت الحاج حسن شبيب جبرين أبو مهدي (جامع ابن جبرين في شارع الرسول) وهادي، وعبد، وجواد، وعلي، وجبار، وعادل، وفلاح. ثم انتقل آل جبرين الى المشراق بعد قص شارع الصادق.
……………………………………..
*مدونة اسماعيل العبايجي (عگد شايع)؛ مدونة سيد ناجي الموسوي و مقابلة عباس الحلاق ابو فاضل؛ مدونة حاج رزاق المشهدي، و مقابلة ابي ظافر الكرماني، تولد 1935..

*المبحث قابل للتقويم