قبل أيام أسدل الستار في مدينة زيوريخ السويسرية على انتخابات رئاسة الفيفا التي اثمرت عن احتفاظ الرئيس الحالي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جوزيف بلاتر، بمنصبه لولاية خامسة، بالرغم من فضيحة الفساد التي أدت مؤخرا إلى اعتقال عدد من كبار مسؤولي الاتحاد.
وكالعادة كان الخنجر العربي المسموم حاضرا من اجل الحيلولة دون صعود الأمير الهاشمي علي بن الحسين منصة التتويج خلفا للعجوز السويسري الذي انهالت عليه القبلات العربية الرخيصة التي يعلم زيفها ومردودها اللاأخلاقي، لكنه تقبلها عن مضض كونها هي التي اوصلته الى عرش الفيفا على الرغم ان هذه العادة لا يحبذها الغرب في تعاملاتهم الاجتماعية،
ان كان العرب ربحوا في فوز بلاتر فان خسارتهم أعظم من ربحهم المزيف كونهم خسروا اميرهم الذي وقف بكل شجاعة وبسالة وهو يكشف حجم الفساد الذي نخر جسد الاتحاد الدولي لكرة القدم امام الملايين من عشاق المستطيل الاخضر الذين ذهلوا وصدموا وهم يشاهدون اميراً عربياً شجاعاً يفتح النار بوجه مافيات الفيفا دون ان يأخذه في الحق لومة لائم ، لقد انسحب عليٌّ من المنافسة ليس خوفاً ، بل حرصا على ان تلحق أي مثلمة ببائعي الضمير والوجدان من بعض اشقاء العروبة كونه يعلم ان خناجر الغدر العربية تحيط به من كل صوب ، فأبت نفسه وكرامته تكملة المشوار الذي رسمه وخطط له أصحاب المال الخليجي .
هناك بون شاسع بين قبلات التهنئة المتملقة التي لامست وجنات العجوز بلاتر وبين قبلات الاحترام والرفعة والسمو التي انهالت على ” ابن الحسين ” ، هذه الواقعة ستدون في سجلات المواقف العربية المخزية التي ملأتها أقلام الكتاب في دواوينهم ومذكراتهم وهم يتحدثون عن الغدر العربي في كواليس المواجهات التي كانت على الدوام نذير شؤم يحيط بالشرفاء ، لن تقوم للعرب قائمة طالما يرخصون بضاعة بعضهم بعضا، ولن ينالوا من الطرف الاخر سوى الاحتقار والمهانة وليس الاحترام والوقار الذي ناله الأمير الأردني علي بن الحسين وهو يرى المهنئين يحيونه بحدقات عيونهم وتصفق له ايديهم بحرارة .
شكرا لك أيها الأمير الكريم على موقفكم النبيل وتبا لـ”إخوانك” من عرب اللسان الذين كانوا يحسبون انفسهم رجالاً بغدرهم ، لقد ربحك الشرفاء في العالم وخسرك العرب يا أميرهم ، فلا حاجة لك بهم بعد اليوم ، فهم لا يستحقون أميرا مثلك .