17 نوفمبر، 2024 4:46 م
Search
Close this search box.

خروقات انتخابية خضراء

خروقات انتخابية خضراء

المفوضية العليا (المستقلة) للانتخابات، وبعد يوم واحد من الاقتراع الخاص الذي جرى في 13 نيسان 2013، أعلنت عن تسلمها فقط مئة شكوى عما أسمتها “تجاوزات”، وأكدت أن جميعها كانت “خضراء” و”اعتيادية” ولا تعد “خرقاً”.
فهل لا يعد خرقا ما قالته المفوضية من أن منتسبي القوات الأمنية الذين لم يصوتوا في الاقتراع الخاص يستطيعون المشاركة في الاقتراع العام يوم 20 نيسان الجاري، وكيف نعرف من هم غير المصوتين؟
وهل لا يعد خرقا ما أكده مراقبون عن عدم ظهور (الآلاف) نعم الآلاف من أسماء منتسبي القوات الأمنية في سجلات الاقتراع الخاص.
وهل لا يعد خرقا ما سجله مراقبون في الديوانية عن توزيع أرصدة موبايل، من قبل مرشحين داخل المحطات.
وهل لا يعد خرقا ما رصدته ـ في محافظة ذي قار ـ منظمة تموز من أن ضباطا يقفون أمام مراكز الاقتراع للاشراف على عملية دخول منتسبيهم، مع رفع اعلام “معينة” موحية على سيارات الشرطة أمام المحطات، وقيام عناصر أمن بهتافات لقائمة “معينة” أمام المركز أيضا.
وهل لا يعد خرقا اغلاق مركز انتخابي في قضاء الخالص (بسبب الفوضى والإرباك)، بعد ان حاول أحد شقاوات الحكومة المحلية تأشير الاوراق المتبقية قبل نصف ساعة من انتهاء وقت التصويت.  
وهل لا يعد خرقا ما عرضه متابعون بالفوتو والفيديو عن كبار الضباط وهم يأمرون منتسبيهم للادلاء لقائمة “معينة”.
وهل لا يعد خرقا ما كشفه برلماني آخر عن قيام منتسبين ارتدوا ملابس مدنية، بتوزيع كارتات خاصة بقائمة “معينة” في بعض المراكز الانتخابية، وكشف ـ أيضا ـ ان اغلب المراكز الانتخابية في محافظات الجنوب والوسط تمت السيطرة عليها من قبل الحكومة، ولم نعرف مانوع السيطرة.
وهل لا يعد خرقا ما رصدته منظمة تموز في النجف اذ حضرت سيارة تحمل ناخبين ودعاية لقائمة “محددة” الى مركز انتخابي، وفي قضاء المقدادية في ديالى انتشر مؤيدو قائمة “مغايرة” داخل مركز انتخابي وكان وكيل القائمة شرطيا، وكان احد الضباط برتبة عميد في باب المحطة يأمر الجنود للتصويت الى القائمة اياها.
وهل لا يعد خرقا ما شهده مركز انتخابي في منطقة المنصور ببغداد من فوضى في باب الدخول وقيام الحراس بإطلاق النار في الهواء ما ادى الى انسحاب المئات وامتناعهم عن التصويت.
وهل لا يعد خرقا ما كشفه برلماني، أن ضباطاً قاموا أمام الأنظار بالضغط على المنتسبين وتوزيع بطاقات دعائية في مراكز انتخابي بناحية الحر بكربلاء، لحثهم على التصويت لشقيق صهر الحكومة، في منافسة شريفة مع مسرحية “ريا وسكينة” عندما غنت شادية (شبكنا الحكومة وبقينا قرايب.. ناسبنا الحكومة وصبحنا حبايب.. ومين عالقرابة حيقدر يعايب).
ولانها (مستقلة)، فلا أدعو المفوضية العليا للانتخابات الى الحزم والشدة يوم الاقتراع العام، ولكن أدعو التيار الديمقراطي بفصائله مع حلفائه مع النزيهين الى نشر شبكة واسعة مديدة من الوكلاء والمراقبين، وعلى أن لا يتركوا المراكز الانتخابية الا بعد العدّ والتوقيع والرزم، لأن مستقبل العراق وديعة في هذه الصناديق، وشمس العراق ستشرق بالاصابع الملونة من ليل البنفسج.. يا طعم.

أحدث المقالات