18 ديسمبر، 2024 8:18 م

“قره وآلاق قوينلو” قبيلتان تناوبتا على حكم العراق بعد أن غادره تيمورلنك في 1401 ميلادي , ففي عام 1411 ميلادي جاءت دولة الخروف الأسود , وفي عام 1488 ميلادي هزمتها دولة الخروف الأبيض , وانتهت هذه الدولة بعد أن أحذت بلاد فارس العراق عام 1508 ميلادية , وبعد ذلك جاء سليمان القانوني ليضم العراق في عام 1535 ميلادي إلى الدولة العثمانية وبقي كذلك حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.
ما يُستخلص من هذا التأريخ المكثف المُختصر , أن العراق ما أن تتحقق فيه الفوضى حتى يثب على الكراسي الخرفان بلونيهما الأسود والأبيض , فيصبح في محنة الحكم الخرفاني الذي بحاجة إلى مَن يقوم على رعايته وحمايته من الذئاب.
فالفوضي تستحضر الخرفان ذات الألوان , التي ستمعن بالنهب والسلب والطغيان , حتى تاتيها ذئاب ذات
كيان , فتمحقها بهجمة شديدة العدوان.
فدولة الخرفان عاثت وتعيث في البلاد لما يقرب من قرن شديد الإمتهان , إن لم يحصل ما لا يخطر بالحسبان من تطورات وتغيرات تستدعي إفتراس جميع الخرفان.
ولهذه الدولة عقيدة خرفانية بموجبها تحقق تعبئة كروشها بما تستطيعه من الغنائم والثروات , ولا يعنيها أمر الشعب , فليثور ويتظاهر ويصرخ ويشكو ويستغيث , فالخرفان لا هم عندها سوى كيف تتمتع بما هي فيه من مراعي الإمتنان.
فالذئاب من حولها تحرسها وتمنعها من الإقتراب من عرين الفاعل فيها , الذي يعلفها بما تشتهيه وتتلذذ بإلتهامه , كالبهائم الحلوبة السمينة الجاهزة للحلب والذبح والتوالد والضمان.
وعلى الشعب أن يدرك مهزلة الخرفان التي تتوهم بأنها غير ذلك , وهي كما يريدها جزارها الجاهز دوما لأخذها إلى مقصلة النسيان.
فماذا يُرتجى من خروف يثاغي ويرتع , وسيده سيّاف شنّان؟!!