19 ديسمبر، 2024 2:50 ص

شبكات التواصل الإجتماعي بأنواعها نزلت على الواقع العربي كالصاعقة أو الإعصار التوسونامي , فأصبح الناس بضاعتها وسلعتها التي تُباع وتُشترى بأبخس الأثمان.
وصار وكأن المجتمع العربي يتحرك على وقع الأضاليل والفبركات والإشاعات وآليات الإفتراس والتمكن من إرادة العقل والنفس , وبأسلوب تأجيج العواطف وإثارة المشاعر , وفقا لحسابات مختبرات العلوم النفسية وهندسة السلوك البشري.
أي أن وسائل التواصل أصبحت الأسهل والأسرع في تحقيق الأهداف المطلوبة , وتأكيد العدوان وتدمير المجتمعات وتحطيم الأوطان.
وتتعرض مصر لهجمة شرسة على وسائل التواصل الإجتماعي والإعلام الأخرى , تسعى لتحويلها كأخواتها من الدول المنكوبة بلعبة الديمقراطية , والأضاليل التي جاءت معها.
وفي حقيقتها أنها ذريعة لتمكين الأحزاب والفئات والجماعات المؤدينة للتسلط على الناس وتدمير هويتهم الوطنية والعربية والدينية , وتعليبهم في طوائف وملل ومذاهب متقاتلة والطامع فيهم يقهقه بأعلى صوته ويجني ما يريد بجهود الذين يريد.
وهذه الوسائل أثبتت أن بعض المجتمعات تتراكض وراء أي ناعق , ولا تمتلك الحصانة المعرفية والثقافة الوطنية والوعي اللازم لتأمين قوتها وعزتها وكرامتها , والحفاظ على وجودها ومنع أعدائها من التسلل إلى ديارها والعبث بمصيرها.
وما يجري في مصر يستدعي إستنفار المفكرين والمثقفين والفلاسفة وكل إنسان غيور على الأمة ومصر والعروبة , أن يواجه الهجمة التي تريد لمصر ولشعبها الإنحدار إلى ميادين الإنهيار والتمزق والتفتت والضياع.
إن حقيقة ما يحصل في مصر مسيرة بناء شاقة , وكُتبَ عن التحديات التي ستواجهها , وعلى الشعب أن يتحمل المسؤولية ليكون.
فكل شيئ يتحقق بالصبر والمثابرة , ولا يوجد نظام حكم لديه قدرات علاء الدين السحرية , ويحقق ما يريد بصرخة ” إفتح يا سمسم”.
إن التوهم بهذا السلوك وبال وخيم , فالأحزاب المدّعية بالمظلومية والديمقراطية , هي ذات عقائد وأجندات خارجية لا تؤمن بوطن ولا بشعب , وتعيش في وهم الخلافة وما يتصل بها من هذيانات لم تتحقق في أي العصور , وأعداء الوجود العربي يغذون ويدعمون هذا التوجه المدمر للأمة.
تحية لشعب مصر ولمثقفيه وأملنا أن يكونوا أصدق المؤتمنين على مصر فهي شريان الأمة الأبهر.
فلا تقطعوا شريان أمة العرب وتغريكم الهذيانات والخطب , فحب الوطن من الإيمان !!

أحدث المقالات

أحدث المقالات