ان تكون من عرق او قوم او ديانة او ما شابه ذلك ليس خيار
بل نعت ابدي لاطائل منه ملاصق لك كفصيلة دمك
هذا النعت يرافقك من المهد الى اللحد وحال نضوجك ترى الورطة التي انت
فيها في عدد من المجتعمات وكانك في بحر هائج كثرت سفنه وكثرت ملاحينه وتلاطمت امواجه
وكثيرا ما ترى من يعتبرك قد اقترفت ذنبا بسبب هذا الامتداد الخلقي الذي قد يصبح لعنة
تحاول جاهدا القول ان الذنب ليس ذنبي . هذا ما جناه علي اسلافي لذا ترى نفسك محاصرا
ويتكرر المشهد وانت في حيرة من امرك وتبحث عن ناصر او معين
ويعاملك الغير وكانك مخلوق اخر وليس من طينته وتصبح كيسا للملاكمة
تتلقى الضربات المبرحة والمؤلمة وملطشة للعيوب من كل جانب ودون وجود تحكيم منصف
واحيانا ينقسم القوم وانت في وسط المعمعة فمنهم من يواليك ويناصرك
وجزء من هذا البعض من القوم احيانا قد يدعي أو يتظاهر
انه ينبذ التميز والتمايز والامتياز في كل مجالات المقارنة
وحتى هذ الجزء الاخر في أونة واحدة قد يكون صادقا فيما يقول ويدعي.
وفي موسم ومقام اخر قد يظهر عكس ما يقول و يدعي وهذا لب النفاق وعينه
وحتى قسم في هذا الجزء من البعض
تجد من قد يصر صادقا على انه عدو التمييز اللدود
وقد يظهر صدق قوله وحسن نواياه
وكل هذا يعتمد على حاضنته الاسرية وما تعلمه من المجتمع
باعلامه ومساجده ومدارسه ومن فطرة المرء في التمييز بين الزين والشين
وهناك من هو ثابت في اظهار اختلافه ولا ينفك عما يعتقد
ويؤكده بالاسانيد التاريخية المتوارثة والتي تثير الجدل بين الناس
وتراه متعصبا متشنجا مستعملا كلاما ثاقبا ومستعينا بلغة الجسد والاشارة
وهو بالسليقة لايعلم بصحة ما يدعي ويقول
ولكن يبدو الايمان راسخ في دماغه كرسوخ الجبال السوداء قلبا ومظهرا
فتكثر انفعالاته ويرتفع صياحه وقد تترجم هذه الانفعالات الى عنف جسدي
وكل هذا امتداد خلقي له تفسيرات بايولوجية ومعنوية وروحية
تلتصق بك منذ نزولك لهذا الكون لتعاني ومنذ معرفتك التدريجية لمن حولك وما يحيط بك
وهذه العلاقة عرفها الانسان منذ نشأته ببيئاته المختلفة جغرافيا
ولايمكن ازالتها بكافة أنواع ما يتوفر من سبل مضادة
علاقة اكثر واقوى من كونها علاقة اجتماعية فهي علاقة تقسيمية ان صح التعبير
لكنها علاقة رابطة اقوى على نطاق محدد بين افراد الجماعة لتحقيق اوللوصول الى مصالح سياسية او اقتصادية وقل ما شئت من أنواع الصفات و النعوت على هذا المنوال …. الخ
وهذه العلاقة اكثر قوة وصلابة من غيرها من العلاقات الاجتماعيةالهشة التي تلاشى بمرور الزمن
وفي اطار هذه العلاقات الاجتماعية تتصارع الأسماء والكنى والالقاب وتنفجر طاقات حامليها
واخير السؤال هو: هل هناك وسيلة لتسمية الكائن البشري عند الولادة افضل من تسميته بأسماء وكنى والقاب
مثيرة للجدل تخص كل امتداد بايولوجي او روحي مثيرة للمشاعر والاحاسيس وتلهب الأجواء وتكهربها؟……….
قد تكون الأرقام افضل الحلول!!!!!!!!!!
فبقاع عالم اليوم لم تعد حكرا لديانة او قومية واحدة فقط حيث كثر الاختلاط والتساكن
وذلك بفضل اختلاف النظم السياسية وما تنتجه من هجرة واظطرابات والتقدم التكنولوجي والسياحة والامتداد الاقتصادي
فقد تلاشات الحدود الدينية والقومية واختفت تقريبا مما جعل هوايات الأمم تتخطى الحدود الجغرافية.