وأنت الذي اخترت حيّزاً
لا بأس فيه خارج أسوارها
حين أتى صوتك منساباً
لم أكن أقفز في الفراغ
بل استندتُ لجدار
*******************
كنت أهيئ روحي لقصيدة
على وشك الولادة
فإذا بصوتك يختزل زمن
وكطائر سقط من سماءٍ رحيبة
لطفلة مثقلة بالوصايا
*******************
لمدينة أعاني بعدها الفصام
أستعيرها بالنُعاس
لألتقيها بأحلامي العابرة
حيث البيوت تتلاصق بالأكتاف
للمكافح الأنيق
وللتي تشحّ على روحها الزاد
*******************
حيث نمتلك فيها فرح العالم
نترع اللحظات بأكواز عسل
والشوارع شرائط سيسبان
نطير لعنان السماء
لنختبئ بأحضانها
بأعمارنا النامية
وقلوب تحدب على بعضها
وتتبادل الأنفاس
كطيور تتراقص في الضوء
بعد وجبة سمك على سطح الدار
*******************
وحين لقاء شتاءاتها
وأنت الصبي المشاكس
تركل كرتك فتطلق ساقيك للريح
بقميصك المغزول بالأمنيات
بحلمك الأزلي
أنت تبتكر أي شيء (وقد ابتكرت)
تارةً يجذب أقدامك الوحل
وتارةً تلقي بك الريح لبيت
أصبح مأوى للذكريات
*******************
وهنا ليس مثل هناك
فلا أحد بقادر
على فتح خزائن الروح
ولا أحد ينفذ للمسام
من يعيد زمان مُعَمّد بالنقاء؟
من؟
*******************
فثمة ذكريات ترقد بالزوايا
وثمة صور للراحلين دون وداع
تتأرجح على الجدار
بمخلفات حروبها
التي طبعت على ليلها
ضوء نبيذي عتيق
من يعيد لكل ذلك النصاب؟
*******************
فيا أيها اللصيق بالخلايا
هناك الحياة
وهناك لعبة المفاجأة
وهناك أمور طارئة ستحدث
وما دامت لم تمتلئ عينيّ بالتراب
سأضل أكتب لها
وسأتقن وصاياك
*******************
فالزمن سارق كبير
وهناك أرواح تستحق الإنقاذ
وهناك أمور تجدي لتحويل بؤس المكان
ولا بد من ترميم صدوع تركناها
حين مطرها الأحمر
في زمن الدخان والنار
*******************
وكل الذي مضى من أرباح في الحياة
تمارين.. لنرتشف حد الثمالة
فرح مباغت
مثلما الخيبات
لنتحاشى أخاديد على جسد القلوب
ستقع يقيناً
مادام دروبنا لم تُفرش بسجادة حمراء
أديبة عراقية مقيمة في دولة الإمارات