18 ديسمبر، 2024 7:20 م

حول تصريحات وزير الخارجية العراقي “فؤاد حسين” بإمكانية اتجاه العراق للتطبيع مع “إسرائيل”!

حول تصريحات وزير الخارجية العراقي “فؤاد حسين” بإمكانية اتجاه العراق للتطبيع مع “إسرائيل”!

(بغداد: الفرات نيوز).. كَشَف وزير الخارجية, فؤاد حسين, موقف العراق من تطبيع العلاقات مع إسرائيل, وقال حسين في مقابلة تلفزيونية عن إمكانية اتجاه العراق نحو إجراء معاهدة سلام مع إسرائيل كتلك التي حصلت في واشنطن مؤخراً مع دول خليجية أنه تتم متابعة مجريات الأمور بجدية! ولكن العراق ملتزم حتى الساعة بمقررات القمم العربية عقدت أحداها عام 2012 في بغداد؛ ووصف حسين الخطوة! بالـ “حساسة” وأن القرارات تتخذ ضمن الإطار الإجتماعي!!.)

وقاحة ما بعدها وقاحة! وتحد خطير للعراق؛ وتجاهل للشعب العراقي ومجلس نوابه وقياداته السياسية والاجتماعية وعشائره وكل أطيافه وطوائفه!

مَنْ خوّل “فؤاد حسين” أن يصرح بمثل هذا الكلام؟ وما هي هذه “الإمكانية” التي تجعل العراق يتجه إلى هذا الاتجاه البائس الذي تحلم إسرائيل بتحقيقه حتى لو أوكل للعراق إدارة شؤون “محميات الخليج” وليس “دولها” كما يصفها “فؤاد حسين”! .. وهل يعلم وزير خارجية العراق اليوم أن إسرائيل هي قاعدة أميركية غربية لحفظ مصالحهم واليهود هم ضحية هذه القاعدة!!؟

لقد ربط – هذا الفطحل-! مسألة الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها بمقررات القمم العربية فقط! متجاهلا مقررات الشعب العراقي ومجلس نوابه والشارع العراقي الذي لديه القرار الحاسم في هذا الموضوع وقد اتخذه ولا رجعة فيه ومَنْ يحاول تجاهله فإن أمامَه “خرط القتاد”! وعلى كل الشرفاء في العراق وعلى مرجعياتهم السياسية والدينية إبداء الرفض في الشارع العراقي قولاً وفعلاً ومعرفة حقيقة ما يجري في العراق وتصرف بعض مسؤوليه بشكل منفرد وفق قناعاتهم المشبوهة والخطيرة.

كان قد ساهم هذا “الماسوني” في تطبيع العلاقات مع إسرائيل وحققه في كوردستان العراق وبمساعدة الأمريكان وتغلغل الموساد في كوردستان العراق! ومن ثم المستثمرين ورفعوا الإعلام الإسرائيلية مكان الأعلام العراقية.. هذه الشجاعة والوقاحة ليس من شيمهم!! وإنما بسبب الدعم الأميركي والإسرائيلي وقواعدهم في مناطق عديدة في شمال العراق حيث تتواجد معسكرات فلول الدواعش لتدويرهم ودفعهم في المعارك الدائرة على أرض العراق مما شجع حتى الأتراك في احتلال أجزاء من العراق كنتيجة للتطبيع مع إسرائيل.

وصف “فؤاد حسين” هذه الخطوة بأنها “حساسة”! ولذلك فإنه مكلف في “جس النبض” أولا وانتظار ردود الأفعال في الشارع العراقي ومسؤوليه ومثقفية ومعلقيه وجلسات الحوار ثم الشروع بالخطوات التالية – على نار هادئة- كما يقولون معتمدين على ما يعاني منه الشعب العراقي من الإنهاك والتجهيل والفقر واليأس من حكامه الذين أوغلوا في قتله وتشريده وظن الفاسدون والخونة والعملاء أنه لم يعد يهتم بمن يحكم العراق وإلى أين يسير به وبهم حتى ولو كانت الهاوية!.

الغريب في تصريح هذا الجهبذ! أنه يجهل حتى ما يلوذ به أشباه الرجال في محميات الخليج –على جهلهم- مما دفع بعضهم في البراءة مما يحدث ويشترط على إسرائيل التنازل عن بعض من مواقفها التي تضر بالفلسطينيين وإقامة دولتهم وقضية القدس كشرط للتطبيع من أجل التخفيف من غضبة الجماهير العربية والإسلامية وتعرض مصيرهم ومصالحهم إلى الأذى والخسران وقد أعلن بعضهم أنهم مضطرون للجوء إلى إسرائيل وأميركا لحماية “دولهم” من التهديد الإيراني! .. كما أن الكويت قد رفضت السير في هذا المسار الخطر وكررت رفضها إلا إذا انصاع الإسرائيليون إلى إعطاء الحقوق الفلسطينية في أرضهم وإقامة دولتهم والانسحاب إلى ما قبل 67؛ عندئذ يمكن التفكير بالتطبيع مع إسرائيل رغم أنهم مطبعون بالضرورة مع الذين خلقوا إسرائيل!؟

تلك المحميات وعبيدها كانوا مطبعين مع إسرائيل من زمااااااان! وجاءت لحظة الحاجة إلى إعلانهم التطبيع وإقامة الهرج والمرج والتطبيل والتزمير واتخاذ الموضوع لغرض الانتخابات الأميركية والإسرائيلية التي يجد “ترامب” و”نتن ياهو” أنهما في مهب الريح وإلى مصير مجهول إن لم يفوزوا في الانتخابات القادمة لا أكثر ولا اقل… فما هي حاجة العراق لأن يطبع مع إسرائيل؟ بهذه السهولة وبدون طرح شروط لهذا التطبيع وبإمكان العراق فرض شروط قاسية على إسرائيل منها الحقوق الفلسطينية والحقوق العربية والإسلامية! وطلب رسم حدودها النهائية بعد الانسحاب إلى ما قبل 67 والكف عن قضم الأراضي العربية والإسلامية والمستمرة حتى “النيل والفرات”!! إذن فهي باقية وتتمدد ولن تتوقف على احتلال الجولان والضفة الغربية والأردن وسوريا ثم العراق في نهاية المطاف!!!

المطلوب الآن الوقوف على حقيقة تصريح هذا الدعي ومن يقف وراءه ومَنْ علمه تسطير هذا الكلام الخطير من دون أن نسمعه من أي مسؤول في الدولة العراقية من رئيس الجمهورية إلى رئيس مجلس الوزراء ولا رئيس مجلس النواب وما هي “إمكانية اتجاه العراق نحو إجراء معاهدة سلام مع إسرائيل” ومن زوده بهذه “الإمكانية” وكيف هي؟؟؟ علما بأن السيد “الكاظمي” صرح قبل أيام أن موقف العراق من القضية الفلسطينية واضح وثابت ويجب أن ينال الفلسطينيون حقوقهم؛ فمن أين جاء هذا الخبيث بتصريحه بأن هناك “اتجاه” للعراق في التطبيع المجاني مع إسرائيل!!؟

والمطلوب أيضاً من الشعب العراقي الحر الأبي أن يطالب بحقيقة ما يجري وهو مبتلى بالمشاكل والمرض والإرهاق ليستغل بعض العملاء والخونة حاله هذا وبيع ما تبقى من العراق بثمن بخس؛ وعلى المرجعيات الدينية أن تنطق! وتعلن موقفها بما يجري في العراق من كوارث سياسية إضافة إلى الكوارث الطبيعية وتتحمل مسؤوليتها بوضوح وصدق وأمانة وإلا سوف تفقد مصداقيتها وثقة الشارع العراقي بها شيئاً فشيئاً!!؟