16 يناير، 2025 12:41 ص

حكومة السوداني بين الاختبار والاختيار

حكومة السوداني بين الاختبار والاختيار

الواضح في هذه المرحلة الحساسة سقوط الأسد على يد المجاميع المتشددة المتطرفة قلب الطاولة في المنطقة بعد حرب غزة ولبنان مما أدى إلى تغيير في المعادلات والتحولات وتوسع تحركات الكيان الصهيوني الذي تخشاه جميع البلدان العربية في الشرق الأوسط

 

تاريخيا وجغرافيا دمشق مرتبطة ببغداد ، ولعبت دورا مكشوفا منذ بداية العملية السياسية الديمقراطية في العراق بداعم النشاط الارهابي وارسال المفخخات من اجل تعكير نجاح سقوط النظام المباد على يد امريكا في ذلك الحين

 

واذا عدنا في الذاكرة إلى سيناريو 2014 فقد ضاقت بغداد مرارة الارهاب التي جاءت اغلب عملياتها من الحدود السورية ، ما أدى إلى سقوط الموصل على يد عصابات داعش الارهابية تخللتها عمليات تهجير وقتل في ذلك الوقت

 

 

وحاليا بعد اكثر من عقدين من الزمن فأن بغداد تختلف عن ماكانت عليها سابقا فإنها متوازنة صاحبة المبادرات وترتيب التقاربات بين الولايات المتحدة وطهران ووضعها المالي لولا مساندتها لإغاثة لبنان غزة لافضل من جميع البلدان فضلا عن تطور منظومتها الأمنية وسياستها الخارجية منفتحة على الجميع في المنطقة

 

لماذا حكومة بغداد تقدم نفسها اكثر قوة وجرأة ونفوذا ؟ يقول رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في لقاء مع وكالة الأنباء الرسمية ” ان العراق على استعداد بتقديم المساعدة للسورين في هذه المرحلة المفصلية وكذلك أهمية تمثيل جميع المكونات في النظام الجديد .

 

بالمعني التحليليّ ان العراق يتبنى موقف مساعدة السوريين في رسم خارطة الطريق وتحديد الوانها بدلا من اللاعبين الإقليميين ويجري اتصالاته وفق هذا المسار وهناك اجتماع يوم السبت في عمان على مستوى وزراء خارجية الدول العربيه

 

والتفسير المنطقي لهذه التحولات والسلوك في التصريحات لدى الحكومة العراقية تهدف في سياستها الحالية إلى مد نفوذها ومبادرتها تحركاتها وصورتها المسروقة من قبل الدول الإقليمية

 

لدى حكومة السوداني أهداف مختلفة تريد توظيفها في هذه المرحلة الحرجة منها سياسات تفتيت كرة الأزمات بين امريكا وطهران وتحاول

تغيير المعادلة الإقليمية كونه صاحب التجربة الديمقراطية المتجردة من الدعم العربي وإيصالها إلى لدمشق وايضاً ترتيب الأولويات ورفع المخاوف الأردنية والإيرانية من خلال رفع الضغط واحترام إرادة الشعب السوري.2