قصيدة الطالبي عنّي ومعارضتي لها
عقبى أن كتبت مقالتين موسّعتين عن شعر وحياة الشاعر والإعلامي و الأكاديمي العراقي أ.م. إعلام علي مولود الطالبي ، خصّني بقصيدة تحت عنوان (وميضٌ يرتلُ طاعته) (البحر الطويل) ، فعارضتها بأخرى ، قصيدته :
1 – حكايا أبي مِن سنبلِ النورِ تسطعُ ***حصادًا كأنَّ الماءَ بالنـــورِ يُجمَعُ
2 – وفيضٌ لروحي من وقارِكَ ماثلٌ ******كسِفر ملاكٍ كلُ مـــــا فيه يلمعُ
3 – وميضٌ بقلبٍ وارف الخير بيدرٌ *****وزورقُ أبناءٍ كما الموج مشْرَعُ
4 – ينزِّلُ وحيـًا في خيوطٍ تبارقـــــــتْ ****يلبي لبابَ المخطئينَ ويشـــــفعُ
5 – أبي أشرفُ الراياتِ منه وروضتي ******تحنَّتْ بلألاءٍ عليـــــه فأرجعُ
6 – سنينَ إلى جودٍ يوازي مسامَـــــــهُ ******ومن خُلُقِ الآباء نبني ونبدعُ
7 – له طعمُ ريحٍ مــــــازج الورد تلُّها ****وأعلو سجودًا في فضاهُ وأركـــعُ
8 – تلينُ شفاهي نسمةً لصقَ كــــــــفهِ ****وتحلمُ بالغفرانِ منــه وتطــــــمعُ
9 – شعوبُ عفافٍ صوبَ فخركَ هاجرتْ *****كهامةِ شمسٍ جندُها لكَ خُشَّعُ
10 – عروقُ بنيكَ اليوم تغفو بهـا قرىً******وحشدُ مناراتٍ تطلُّ وتسطـعُ
11 – وشاسعةٌ أحلامُ قلبكَ موطنـًـــــــا ******مدائنُ طــــــــهرٍ بالشـــذا تتلفّعُ
12 – ومركبةٌ تشدو حـــــــــــنوَّكَ ممطرًا *******لأروعَ مما فيه دومـًا تنطَّعُ
13 – كلحنِ قطافٍ صالتْ الروحُ حرةً *******لديكَ وهم بؤسـًا بجدبٍ تبرقعوا
14 – وتحملُ بشرى للجنانِ كمعطــــــفٍ *******فرحماكَ مِمن نرتديهِ فيُخلــعُ
15 – هو الألقُ الفواح يملي على الخطى *****مسالكَها مِن حيث للعشقِ تهرعُ
16 – ويا واهبَ الغيم الرضيِّ ممالكــــــًا *******خشيتُ بإطرائي لها أتس ــرًّعُ
……………………………………………………..
وفاءً لوفاء ، ولوحدة العراق وفاء !!!
قصيدتي:
1 – حنانيك لي بين الفراتين ِ أضلعُ ****تُلملمُ أنـــوارَ الجهامِ وتسـطعُ
2- تَهيَّجَ قلبي لوعةً بعـــــــدَ فرقةٍ ****تهيمُ بآفاقِ الغروبِ وتَبـــــدعُ
3 – ألا يا قوافي العينِ للشوقِ أدمعٌ****فيالكِ مـــــنْ عينٍ وعينِيَ تدمعُ
4 – عـــراقٌ توسّدنا (الثويّةَ) ليلهُ (1) **ونــغرفُ،إذْ ضوءُ الثريّةِ يَلمعُ
5 – ولمْ تكُ بينَ الصحوِ والنـومِ غـلّةٌ **يضيقُ بها وسعُ النهارِ ومضجعُ
6 – وكانتْ ربوعُ الأرضِ تزهو بأهلها **ظِلالاً ، وأغصانُ الشبيبة تُمتِــعُ
7 – ولمّا وضعنا الشمسَ رهنَ صراعِنا **توخّى فؤادي كبدُهُ،وهـو موجعُ
8 – فضاعَ شبابُ العمرِ يَلهمُ روحـهُ***وهيهـاتَ ما قدْ ضيّعَ الدهرُ يرجـعُ
9 – تماهى طغاةُ الدهرِ بالدهرِ سرمدا ***ودهرٌ كدهرِالأرضِ بالثقْبِ يُفجعُ!
10 – فلا العلمُ علماً خطَّ بالسطرِ أحرفاً **إذا لمْ يرَ الأســــــــرارَ ممّا تُودِّعُ
11 – يخوضونَ باللاشيءِ، والشيءُ موئلٌ * ليعربَ،حتّى ذي الجهالةِ يُخدعُ
12 – تبوّأ مَنْ يصغي لألفٍ وصفرهــــا ***وخلّى لألــــفِ الباءِ سحقاً وتتبعُ
13 – فطالتْ علينا أعصــــــرٌ لا أباً لها *****وكنّا لآباءٍ ، وما لنــــــــا مصنعُ!
14 – زمانٌ تهاوى بين جذبٍ ونفــــــــــرةٍ ***فما أنْ رأى الدنيا بدا يتضعضعُ
15 – فمنْ لمْ يجدْ إلاّ القناعةَ مأربــــــــاً *****تعلَّلَ بالصــــــبرِ الجميلِ فيَقنعُ!
16- ومنْ يقتحمْ سودَ الشدائدِ طالعاً ******تكنْ سهلهُ الجوزاءُ، والحرّ ُيَطلعُ
****************
17 – أجــبْ أيّها القلبُ الذي لا أخـــالهُ ***يشحّ ُوميضاً للخطى حينَ تهرعُ (2)
18 – فكمْ مرّةٍ يشــدو الوفـــاءُ لأهلهِ ******فكانَ جوابُ الشهمِ نوراً يشعشعُ
19 – (عليّ ٌ) عوالي النفس منهُ سجيّةٌ *****وكلّ ُرحابٍ سرَّ منْ فيه ينبــعُ (3)
20 – تسامى الذي يسمو السماءَ سموهُ ****كرقراقِ مــاءٍ نجمـــهُ يتواضــعُ
21 – فهذا وميضٌ من ملاكٍ نفحتــــــهُ ****ببـــــــــيدرِ خيرٍ منْ بهائكَ يُزرعُ
22- فتى العهدِ-لا تقذي صفاه كدارةٌ- *****رحيقٌ من الأزهارِ والطيبِ يجمعُ
23 – فيا ليتَ أخلاقَ الرجالِ تشـبّعتْ ****من الصــــــــدقِ أفواهاً ، ولا تتصنعُ
24 – أرى النقصَ حُكماً للبرايا تغصّهُ ****فهــلْ بينَ هذا الناسِ للناسِ مُقنِعُ؟!
25 – وحاشا الذي لا يألفُ العوزَ طبعهُ *****كما خُلِقتْ يمناه بالرســـــمِ يطبـعُ
26 – لكَ (النورُ) أبواباً تضيءُ بها السنا ****ولي اللهُ أنْ يرعــــــاكَ أنّى تُودَّعُ (4)
………………………………………………………………………………….
(1) إشارة إلى صدربيت المتنبي ، وهو من الكوفة ” وليلاً توسّدنا الثوية تحته” ، والثوية : منطقة بين النجف والكوفة ، تسمى اليوم منطقة كميل ، وكميل بن زياد النخعي ، هو من التابعين ، وبالمكان قبره.
(2) ” أجب أيها القلب ” عنوان لإحدى أروع قصائد الجواهري ، وصدر البيت يقول ” أجب أيّها القلب الذي لستُ ناطقاً” . ، ولا يفوت القارئ الكريم مما في العجز من إشارة لأحد أبيات الطالبي .
(3) إشارة إلى مدينة (سرً مَن رأى ) ، كما لا يخفى .
(4) إشارة إلى موقع (النور) الكريم ، وقد ضمن اسم الموقع الطالبي نفسه .